صمت.. و سفر .. و أحلام

حين
اري امرأة جميلة و تؤثر في تبقي صورتها عالقة بذهني فترة من الزمن و لما
كان علي ان اذهب مع اصحابى الي مسرح البالون بالقرب من
منزلي لحضور عرض الاكروبات الصيني في اطار العلاقات الثقافية الخارجية بين
مصر و الصين كان في انتظارنا هناك احد اقاربى الذي يعمل بوزارة الثقافة و
هو من كانت معه دعاوي العرض. دخلنا الي المسرح عبر هذا المدخل الانيق و
جلسنا في احدي الصفوف الامامية لم يكن بوسعي الا ان اتحمل برودة التكييف
الشديدة و اشهد مشاهد الترحاب الحارة بين الصينيين لبعضهم البعض في انتظار
بدء العرض. صورتها لا تفارقني ابدا و هذه المشاهد التي قامت بها الجميلة
(كيت وينسلت) مع هذا الفتي الوسيم ليلة البارحة و التي شاهدت فيها فيلم
(القاريء) لتصيبني حالة من التأثر الشديد بهذا الاداء الرائع ل (كيت و
ينسلت) و الذي نالت عنه جائزة الاوسكار و هذا التعبير البصري الذي هو اقوي
من الكلمات. بدأ عرض الاكروبات و اخذني الاندماج لبراعة و رشاقة الفرقة
الصينية و لكن هذا الاندماج لم يدم طويلا حيث عادت الي صورة(كيت) و دورها
في فيلم القاريء و هي المرأة القوية التي تعمل سجانة في احدي سجون ألمانيا
في الخمسينيات و التي تبحث عن ارتواء لأنوثتها وعن نفسها من خلال قصص هذا
الفتي المسكين التي كان يقرأها عليها و الذي لم يكن يعرف شيئا عن العلاقة
الحميمة بين امرأة في الثلاثيتات من عمرها و مراهق في الخامسة عشر .. عاد
خيالي من جديد و مع هذا الابداع الذي تقوم به الفرقة الصينية ليحدثني ماذا
عن حلمك البسيط ان احضر حفلة للمطرب الذي اعشقه و احبه كثيرا (كاظم
الساهر) و ما الذي يمنعني لو كان في مصر ان احضر حفلته و تخيلت نفسي
بالفعل اجلس امامه اول مرة استمع الي ألحانه العذبة و التي لا مثيل لها و
صوته الشجي المؤثر في نفسي الي درجة ارتعاد فرائسي.. ما أروعك يا (كاظم) و
كأني اجلس بالفعل امامه و اراه امام عيني و احساسه الذي يتواصل مع احساسي
آخذ منه و يأخذ مني في عالم اخر من سمو المشاعر.. عادت مرة اخري في خيالي
صورة (كيت) وادائها في فيلم القاريء و الذي شاهدته لأعرف ماذا فيه كي تحصل
(كيت) علي الاوسكار و رغم هذا الاداء البارع الا انه النوم جاء ليحاربني
كعادته دائما لأترك الفيلم و استمع الي بعض المقطوعات الموسيقية عبر اذاعة
البرنامج الموسيقي و انا استلقي علي فراشي كل هذا دار في خيالي و انا
اشاهد عرض الاكروبات الصيني.. كيف سافرت عبر خيوط الموسيقي؟ لأجد نفسي دون
ان ادري مسافرا عبر التصورات و الذكري في رحلة اخذتني فيها انغام البيانو
الي بعيد لتأتي امام عيني صورة من احببتها لكني لا اعرف لها طريق الا عبر
خيالي . من انت يا (كيت وينسلت) بالنسبة لها ؟؟ لأجد نفسي اعقد مقارنة
بينها وبين (كيت) لالالا لا توجد مقارنة فماذا تكون كيت ؟ و ماذا تكون هي؟
انها امرأة أتت من خيالي لأراها علي ارض الواقع و اختفت في لحظة لأراها
دائما في خيالي..ماذا افعل يا ربي؟ صورتها لا تتركني ابدا و أحلامي التي
حدثتني أثناء هذه الرحلة عبر خيوط الموسيقي اني سألقاها يوما. فمتي يأتي
هذا اليوم؟ عاد الاندماج الي من جديد ما اروعك أيتها الفتاة الصينية
الرشيقة و التي اسطتاعت ان تحقق التناغم بين حركاتها و دقات الموسيقي التي
كانت تهز ارجاء المسرح. صمت المسرح للحظة تخيلت فيها اني اصفق ل (كاظم
الساهر) حين اسطتاع ان يخرج ما بداخلي عبر أهاته المثقلة بالهموم و تسائلت
في خيالي لو ان هذه النظرة حملت ما اريد ان اقوله لها فهل يمكن للنظرة ان
توصل اليها ما لم اسطتيع قوله و انا اراها لأول مرة و كانت معها امها او
ان الهواء يحمل انفاسي وهذه التنهيدة اليها لتعلم ان و قعت في غرامها منذ
اول لحظة و ذلك اذ لم تسطتع اشارات عيوني توصيل هذا الهوس بها .. ذهبت مع
امها و لم اجد لها عنوان سوي خيالي وهي من تركت لي هذا الشعر الغزير جدا و
الخصر الساحر و الذي لا مثيل لهما تذكار في وجداني.. جاءت احد اصدقائى ليخرجني و سط التصفيق الحار للعرض الصيني ليخرجني من هذا الصمت المسافر
عبر الخيالات المجنونة و التي لا قيمة لحياتي بدونها و هو يطلب مني ان
اذهب معه الي الخارج ذهبت معه و حين عدنا و جدت العرض قد انتهي
لتتوقف عنده رحلة من اغلي رحلاتي .. تركنا المسرح انا و اصدقائى عبر بوابته
الأنيقة و عدت الي البيت لأكمل فيلم( القاريء) للجميلة (كيت وينسلت)...