السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
موضوعي اليوم كلام في كلام
يتكلم الناس اليوم كلاما كثيرا بلا كتراث ولا اهتمام ،
والمتابع لما يقوله البعض - عن انفسهم - او عن الاحداث ،
او ما يُكتب في الصحف وفي وسائل الإعلام المختلفة ،
يرى جعجعة هائلة بلا طحن، ومزايدات..... اقرب الى ان تكون ( أكاذيب ).
فالكلام بالمجان ....والأفكار ليس لها خطام .....
تسير مرسلة أينما وقعت نفعت أو تكلست!
وحين ننظر في المحصلة ،، نجد الناتج كلاماً كثيراً وفعلاً قليلاً،
وبدل ان يحدد الانسان هدفاً واحداً يتوافق مع قدرته وميوله- حتى لو كان بسيطاً- ينجزه ولا يتجاوزه إلى غيره إلا وقد أتمه كما يحب الله ويرضى.
نجده يلهث في تصوير نهايات مشاريع كثيرة وأماني خادعة لا تتوقف أحصنتها عن العدو،
يمر شريطها امامك محملاً بالصور الجميلة والنماذج المبهرة ، ولا تعدو كونها ثرثرة امنيات وخيال لم تتزود بالعمل!
وعندما يصطدم الانسان بهذه ( الاكاذيب ) ، لا تعود مصفوفة الايام تعنيه ،
ويشعر انه انتهى في مكان ما ...واختنق في زمان ما ....
وبقي يعبر لحظاته كمحرك لا يعني ازيزه شيء .
ان الكلمة هي بطاقة وهوية،
وهي عنوان وانطلاق لكل ما سواها،
وما نقوله لأنفسنا او لغيرنا باستمرار ، سرعان ما يصبح حقيقة راسخة في دهاليز الفكر والذهن ،،،
يعبر عن هويتنا
فالافكار المتعبة ، فوضى الدماغ ، الغضب ، الخوف ، الذكريات والاجترار الفارغ ، الاشياء المنتظرة ، والآمال المخاطة
كل هذه كلمات .......نشحن عقولنا بها ، وسرعان ما تصبح دليلنا في الحياة.
ونحن بيدنا نصنع دليلنا في الحياة ،
فإما ان يكون بينا واضحا مبنيا على القول والفعل ،
واما ان يكون مصنوعا من خيالات وصور كلمات ......تجعلنا نضلّ الطريق .
قال صلى الله عليه وسلم : إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم"
(صحيح البخاري) .