هل سمعت نفسك أو شخصًا آخر وهو يقول: لا تؤاخذ فلان , فلم يكن يدري ماذا يفعل.
إن حدث ذلك.. تكن قد جربت الحكمة القائلة : ابحث عما وراء السلوك .
وإذا
كان لديك أطفال فستكون قد علمت جيدا أهمية صنيع الغفران البسيط هذا، فلو
بنينا حبنا لأطفالنا على سلوكهم .. لكان غالبًا من الصعب علينا أن نحبهم
في المقام الأول.. ولو بُني الحب بشكل صرف على السلوك ..لربما لم يحظ أي منا بالحب في فترة مراهقته ..
أليس جميلا أن نوسع دائرة الحب والعطف هذه لتسع كل من نقابلهم ؟؟ أو لن نعيش في عالم مفعم بحب أكثر لو حدث وتصرف شخص ما بطريقة نوافق عليها فسيكون بمقدورنا أن ننظر إليها بنفس الطريقة التي ننظر بها إلى سلوك المراهقين غير الأسوياء ؟؟
وهذا لا يعني أن ندفن رؤوسنا في الرمال ..متظاهرين بأن كل شئ رائع ..وأن نسمح للآخرين بأن (( يدوسوا علينا بأقدامهم )) أو نلتمس العذر ..أو نوافق على السلوك السلبي .. وبدلا من ذلك ..فإنه ببساطة (يعني) أن يكون لنا المنظور الذي نعطي من خلاله للآخرين ميزة ,,الشك ،ولتعلم أنه عندما يتحرك موظف البريد ببطء فمن المحتمل أن يكون قد صادف يومًا سيئًا ..أو ربما كان هذا هو الحال مع جميع أيامه.
فعندما تهاجمك زوجتك أو يهاجمك صديقك المقرب بالكلام ..حاول أن تفهم أن وراء ذلك شيئًا ما تجهله .. وأن أحباءك يرغبون فعلا في أن يغمروك بحبهم وأن يشعروا بحبك تجاههم .. جرّب هذه الاستراتيجيه اليوم ... وستشعر ببعض النتائج الطيبه ..
وقفة
أحيانا .. أعمل مع أشخاص يضغطون علي من أجل التعجيل، وغالبًا ... تكون أساليب استعجالهم لي بغيضه بل وحتى مهينه .. ولو ركزت على الكلمات التي يستخدمونها ولهجة حديثهم وإلحاحهم ..لاتسمت إجاباتي لهم بالضيق بل وحتى بالغضب ..إني أراهم كمذنبين، ولكن مع ذلك لو تذكرت مدى الإلحاح الذي أشعر به عندما أكون في عجلة من أمري لإنجاز شئ ما ..لأتاح لي ذلك بأن أرى البراءة في تصرفاتهم حيـث إنه" وراء كل سلوك يبعث الضيق شخـص محبط يصرخ طالبا العطف "
من كتاب/ لا تهتم بصغائر الامور فكل الامور صغائر د. ريتشارد كارلسون