هذا الرجل تعرفه شوارع وأزقة (كانزهينا) فى كولومبيا وتعرفه حوارى مدينة (فرناسى)فى الهند ويعرفه نهر (ريو تجوينى) فى أكوادور وتعرفه جبال (كيلوباترا)فى الفلبين وتعرفه جبال الأنديز فى بيرو وحتى جبال الألب فى وسط أوربا تعرفه أيضا ومن يريد أن يسأل عنه يسأل عنه زارعى الطحالب البحرية فى جزيرة (روتى)
أما أقدم القبائل البدائية على وجه الأرض فهى تعرفه أيضا فقد عاش معهم وأكل طعامهم ونام نومهم
تعرفه جيدا قبائل (الفيداس)(المانجيان)(التاجارى)وكذلك قبائل الهنود الحمر
أنه الرحالة المصرى (أحمد الشهاوى)
أكثر البشر على وجه الأرض معرفة بالغابات الإستوائية فلا يوجد إنسان على وجه الأرض دخل هذا العدد الكبير
من الغابات الأستوائية تسع عشرة غابة دخل إلى أدغالها وعاش فيها فقد قضى فيها 21ألف ساعة بداخلها
أنه كمية هائلة من المعلومات تتحرك على الأرض
عندما تراه يجلس على مقاهى مدينة (سايجون) وتجد حوله جماعة ينصتون إليه من اليابنيون والألمان والفرنسين
فتعرف أنه الرحالة المصرى أحمد الشهاوى كما يحب ان يطلق عليه أبا يعقوب مؤلف كتاب(الرحالة والغابة)
هو الرحالة القرن العشرين والواحد والعشرون هو الرحالة العربى الوحيد بعد رحيل ابن بطوطه
القرن الرابع عشر كان قرن نهاية الرحالة فقد مات فيه الرحالة الايطالى(ماركوبولو)عام1324
بعده مات الرحالة العربى (ابن بطوطه)عام1377فى المغرب العربى
ومنذ ذلك الحين لم نسمع عن رحالة عربى يجوب الأرض ويأتى بأغرب الحكايات
تخصص الشهاوى منذ ستة عشرة عام فى البحث فى أعماق أدغال الغابات الاستوائية
فى شتى أنحاء الأرض وليس من أطرافها فقد تجاوزت رحلاته مئات الكيلو مترات حتى وصل
إلى الأعماق الوعرة فى الغابات
ولم تقتصر الرحلات على الأطراف الخارجية التى يتم فيها تصوير الأفلام السينمائية
فى هذه الرحلات التقى الشهاوى بالعديد من القبائل البدائية التى تعيش داخل الغابات وأكل طعامهم
وصار واحد منهم حتى أنه كاد ان يتزوج منهم وأقاموا له حفل زفاف على إحدى جميلات الهنود الحمر
أحمد الشهاوى ولد فى قرية تسمى (محلة القصب ) بكفر الشيخ عام 1955
طفلا متمردا على طابع الحياة المستقرة ويتصيد الفرصة لكى يقوم برحلات وأسفار إلى المدن والقرى المجاورة
رغم أن عمره كان لا يتعدى الخامسة
وكان يسبب القلق لجميع الأسرة خاصة عندما يتصل بهم أحمد من النمسا ليخبرهم ببداية رحلة جديدة
ان معرفة المجهول كانت تطارده دائما
أنها الرغبة فى المعرفة التى تدفعه لمواجهة الأخطار فى الغابات الأستوائية
انه حب من نوع خاص ربما يكون الدافع وراءه البحث عن الحرية والانطلاق أو الرغبة الجارفة
فى رؤية الكرة الارضية
ربما البحث عن الذات
ربما هى خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها ومن كانت منيته فى أرض فليس يموت
فى أرض سواها
يقول الرحالة أحمد الشهاوى"أرى أن الله خلق هذه الطبيعة الجميلة من أجلى كبشر
ولذلك لا أستطيع أن اتجاهلها وأقضى عمرى بين أربعة جدران بعضهم يسميها بيتا
والاخر يسميها منزلا وكل منهم يريد ان يقنع نفسه انه نال الحياة أحسنها ومن العيش أرغده
لكنه وجد فى النهاية أن أفضل النوم من كان منه فى ظل شجرة وأرق الهواءما كان منه بجوار الماء
وأطيب الغذاء ما أكله بعد الجوع ...وأحسن الشراب ما كان منه بعد العطش
وأفضل الراحة ما كان منه بعد التعب...وأطيب الفاكهه ما كان منها بريا لم يزرعه البشر
انه يضيف إلى قائمة أسماء العرب الرحالة اسما جديدا وعلامة واضحة على طريق
استكشاف الجزء المجهول من الكرة الأرضية
ويترك من خلفه فى الوقت نفسه العديد من علامات الاستفهام والدهشة والتعجب بهذه
الرحلات الفريدة من نوعها