|
| بريد الجمعة... | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: بريد الجمعة... السبت مارس 14, 2009 8:22 pm | |
| ستر الله ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الرسالة كان يجب أن تكون بين يديك منذ عامين, ولكنني لم أستطع أن أكتبها إلا الآن فقط, بعد أن صفيت الكثير من حسابي لنفسي ومع الآخرين, فوجدت فرضا علي أن أرسلها إليك حتي يستريح ضميري, هذا إذا كتب الله له الراحة!
أنا ـ سيدي ـ رجل في نهاية الأربعينيات, نشأت في أسرة متوسطة, مستورة, كان أبي وكذلك أمي, صالحين, تعبا في تربيتي وأشقائي كثيرا, وأصرا علي أن نحصل جميعا علي مؤهل عال, ونجحا في ذلك. منذ طفولتي وأنا متمرد, طموح, أحلم بالثروة والوجاهة, لذا التحقت بكلية تؤهلني للعمل الخاص, وما أن تخرجت, حتي التحقت بمكتب لأحد رجال الأعمال الكبار, وبدأت تحقيق حلمي الكبير.
لم أكن متدينا, علي الرغم من بيئتي الدينية.. لا أحرص علي أداء الصلوات, وإن كنت حريصا علي صلاة الجمعة, بحكم العادة, ولأنه لم يكن مقبولا من والدي أن أجلس في البيت وقت الصلاة. لم أجد غضاضة يوما في الجلوس في البارات أو الملاهي الليلية. وكنت أتعامل مع شرب الخمور علي أنها وجاهة اجتماعية, تضعني في طبقة أخري, وتتيح لي الجلوس مع شخصيات لم أكن أحلم بالجلوس معها, بل وأصادقها, فالسكر يزيل الفوارق ويقرب المسافات, بل يسقطها تماما. لذا فقد نجحت في مصادقة رئيسي في العمل, ووصلت إلي رئيس المؤسسة, ووصلت إلي مرتبة رائعة في سنوات قصيرة.
كان لدي نهم شديد للخطيئة, أبحث عنها إن لم تأت إلي, بدون أي تأنيب للضمير.. لم يكن يؤلمني إلا وجه أمي الذي يصادفني عند عودتي إلي البيت وقت صلاة الفجر, فتقبلني وهي تدعو لي ربنا يهديك يا بني وينور طريقك ويحبب فيك خلقه ويبعد عنك أولاد الحرام ثم تختم دعاءها بسؤالها التقليدي: مش هتصلي الفجر يا بني.. صل واشكر ربنا علي نعمه عليك, فأرد عليها: طبعا هصلي دلوقتي, ثم أهرب منها وأنا نصف واع, ونصف متألم. فأستسلم للنوم, لأصحو وأواصل زحفي.
في سني عمري المبكرة, أدمنت أيضا العلاقات النسائية, لم أفرق يوما بين زوجة صديق, ابنة جار, قريبة, أو حتي صاحبة مصلحة أو حاجة.
استمرت حياتي هكذا, حتي اهتزت حياتي بوفاة والدي وعمري يلامس الثلاثين.. توقفت مع نفسي بعد أن واريت جثمانه الثري ورأيت المقر الذي سأذهب إليه, فعدت إلي الله وتبت علي ما فعلت, واصطحبت والدتي وذهبنا إلي حج بيت الله الحرام. ومع الحزن الذي كانت تعيش فيه أمي, إلا أنها كانت سعيدة بهدايتي, ففاتحتني في أمر الزواج, فرحبت علي الفور, ووجدتها فرصة, للخلاص نهائيا من الوقوع في الخطيئة.
سيدي.. خلال شهور قليلة, اشتريت شقة جديدة, ورشحت لي والدتي فتاة من العائلة, علي خلق وجمال, فسعدت بها, وأتممنا زواجنا بسرعة شديدة.. كان الله كريما معي إلي أقصي حد.. فقررت أن أبتعد عن الأجواء التي كنت أعيشها.. تركت العمل وأسست مكتبا خاصا, وكأن زوجتي هي مفتاح الخير, رزقني الله من حيث لا أحتسب, فانتعشت أحوالنا, وانتقلنا خلال عام واحد إلي شقة أوسع في منطقة أرقي.. كنت راضيا, سعيدا بحياتي, خاصة بعد أن رزقني الله بطفلة مثل البدر. لن أستطيع أن أصف لك, كيف كانت تسير أيامي, نجاح يلاحق نجاحا, ومع هدوء واستقرار في البيت, حتي كنا محط حسد وغبطة كل من حولنا.
خمس سنوات مرت علي زواجي واستقراري, حتي حدث الإنقلاب الكبير. ذات يوم زارتني في مكتبي سيدة, شديدة الجمال, جاءت لي كي أتولي بعض قضاياها. في اللحظة الأولي التي رأيتها, حدث لي اضطراب شديد.. تمنيتها, اشتهيتها.. وجدت نفسا أخري غير التي كنتها, تلك النفس الفاجرة التي عايشتها سنوات. لا أخفيك, هي الأخري, كانت ماكرة, لعوبا.. حديثها لين, مراوغ. فوجدتني أتحول إلي ذاك القناص القديم, فألقيت عليها بكل شباكي.. فتوطدت علاقتنا, بدأت أسهر معها, وأتأخر عن مواعيد عودتي إلي البيت, متحججا بكثرة العمل. ولك أن تتوقع ما حدث بيننا بعد أسابيع قليلة. سقطت في الوحل مرة أخري.. ولكن هذه المرة أصابني غم ونكد وندم, دامت أياما, ثم تلاشت كل هذه الأحاسيس بعد أيام.. وفوجئت بأن غطاء الخطيئة انفتح مرة أخري.. فتكررت لقاءاتنا, وبعد فترة مللتها فابتعدت عنها, وإن لم أبتعد عن هذا الطريق.
عدت ـ ياسيدي ـ إلي سيرتي الأولي, كل يوم سهر وخمور ونساء.. وكل يوم, المسافة تبتعد بيني وبين زوجتي التي أنجبت لي طفلة ثانية, فانشغلت بتربية الطفلتين, وإن لم تنشغل عني, بل كانت تعبر عن اندهاشها من تغيري, من انقطاعي عن الصلاة, وسهري للصباح, فكنت أقول لها كلاما غير مقنع عن توتري الشديد بسبب مشكلات في العمل, وأنها فترة قصيرة وسأعود إلي ماكنت عليه. فكانت تقبل كلامي مجبرة, حريصة علي عدم الصدام معي.
ولكن لم يكن هناك مفر من هذا الصدام, عندما بدأت أشرب الخمور في البيت, فاعترضت بعنف, وقالت لي إنها لن تقبل أن تعيش وابنتاها في بيت لا تدخله الملائكة, وهددتني بترك البيت, فوعدتها وإلتزمت بعدم شرب الخمور في البيت, وإن ابتعدت عنها أكثر, وحدث شرخ كبير في علاقتنا, حتي شحبت وأصبحت أشاهدها كثيرا تبكي, ولكني لم أتوقف عن طريقي.
كنت كل ما أخشاه أن تعرف أمي ماصرت إليه, فتغضب مني وتتوقف عن دعائها لي.. فقد كنت أستشعر أن ستر ربي لي وعدم عقابه لي, بسبب دعواتها. كما أني كنت أكثر من فعل الخير, أتصدق علي الفقراء, وأرعي الأيتام, وأتبرع للأعمال الخيرية, مؤمنا بأن الحسنات يذهبن السيئات, مرددا ـ مثل كل العاصين ـ هذه نقرة وتلك نقرة أخري, مكتفيا عقب كل معصية, بترديد التوبة, وكأني أخدع الله سبحانه وتعالي فيما كنت أخدع نفسي, مستسلما لوسواس الشيطان.
أعوام تلحق بأعوام, أحوالي المالية جيدة, علاقتي بأسرتي فاترة, وعلاقتي بالله مخدرة, غارق حتي أذني في الخطيئة, واثقا ـ ولا أدري مصدر هذه الثقة ـ في عفو الله وكرمه ورحمته, بدون أن أفعل ما أستحق عنه كل هذا.
سيدي.. كان يمكن أن تستمر حياتي هكذا, لولا تلك الرسالة القاسية ـ علي المذنبين مثلي ـ التي وصلتني من الله منذ عامين.
كنت في أحد الأماكن مع بعض الأصدقاء, ومن بينهم فتاة شديدة الجاذبية, متحدثة, لبقة, واثقة من نفسها, ويبدو من مظهرها أنها تنتمي إلي أسرة ثرية.. فتألقت نفسي الأمارة بالسوء, وبدأت في إرسال ذبذبات الإعجاب, فتلقفتها, وبادلتني إياها, فالطيور علي أشكالها تقع. تبادلنا أرقام الهواتف والاسطوانات المشروخة, وكلانا يعر ف النهاية مقدما, وإن كانت تلك الفتاة, شديدة الذكاء, عصية, فلم تلن بسهولة, بل أرهقتني أسابيع طويلة حتي تقبل أن تأتي لي في شقتي الخاصة التي استأجرتها في إحدي المدن الجديدة, بعيدا عن العيون, لهذا الهدف الحقير.
حددنا الموعد, وذهبت في هذا اليوم مبكرا إلي الشقة, أعددت كل شيء في انتظار الغنيمة.. كان الوقت يمر بطيئا مملا حتي جاءني تليفونها قبل الموعد بربع ساعة, تخبرني أنها في الطريق, فتهلل وجهي وجلست علي نار مترقبا صوت جرس الباب مرة, وأخري راصدا الطريق من شرفة الشقة. مر الوقت, نصف ساعة, ساعة, لم تأت.. أصابني القلق والتوتر, اتصلت بها فلم ترد.. فاتصلت مرة أخري, ففوجئت بصوت رجل يرد علي, فقلت له يبدو إني أخطأت في الرقم, فاستمهلني الحديث, وسألني هل تعرف السيدة صاحبة هذا التليفون, فأجبته بتردد نعم.. فقال لي: بكل أسف, السيدة أصيبت في حادث إصابات بالغة, ونقلناها أنا وبعض المارة إلي المستشفي.. فأصبت بانهيار, ولم أصدق ما أسمعه, فسألته عن اسم المستشفـي, فأخبرني, وهرولت مرتبكا إلي هناك.
وصلت وكانت الفتاة قد دخلت الي غرفة العمليات, فحاولت الاطمئنان علي حالتها, خاصة اني شاهدت ارتباكا وحركة غير طبيعية وهمهمات بين الأطباء والممرضين, فسألت عن المدير المسئول وذهبت اليه, وفهم اني أحد أقربائها خاصة بعد أن عرضت دفع مبلغ تحت الحساب.. بعد فترة صمت مريبة من الطبيب.. قال لي: قبل ان أشرح لك حالة قريبتك, لابد أن أخبرك بشيء مهم... قريبتك في حالة سيئة, ولديها كسور متعددة, ونزفت كثيرا, لذا فإنها ستحتاج إلي نقل دم, وفي هذه الحالات لابد أن نجري تحليلات لدمها, ليس فقط لأسباب طبية, ولكن للتأكد من أنها ليست مصابة بأي فيروسات معدية, ونتهم بعدها بأنها نقلت لها مع الدم.. والكارثة اننا اكتشفنا انها حاملة لفيروس الإيدز.
إيدز.. ازاي, منين, انت بتهرج, إيدز ايه هكذا كنت أردد وأنا مذهول غير مصدق.. لم أنشغل بإصابتها, ولا بإذا كانت ستعيش أو تموت.. كل ما فكرت فيه اني كنت علي مسافة ربع ساعة فقط من اصابتي بالإيدز.
لا أتذكر ماذا حدث, ولا كيف دفعت أموالا في المستشفي, أو اتصلت بالاصدقاء كي يخبروا أهلها للحضور إلي المستشفي.
كل ما أتذكره, اني خرجت أكلم نفسي وأنا في صورة مفزعة, لم تفارق خيالي لحظة.. عدت إلي نفس الشقة, وكر الشيطان, وكري والشاهد علي خطيئتي ونجاتي.
دقائق فقط فصلتني عن الاصابة بالإيدز لو كان الله نجاها ووصلت إلي الشقة..
من المؤكد انها لا تعرف بأمر اصابتها.. ليس مهما هي, تعرف أو لا تعرف تلك قضيتها.. وقضيتي, هل كنت سأعرف أني سأحمل هذا الفيروس القاتل.. ياربي زوجتي ما ذنبها, كنت سأنقل اليها الإيدز.. نموت معا, بفضيحة.. المسكينة تموت بفضيحة, وأنا, بناتي واخوتي.. سترك يارب, عفوك يارب.
سيدي.. لن أصف لك انهياري, وبكائي, وخجلي من ربي.. ما كل هذا الكرم, عصيتك فسترتني ورزقتني, فلم أبال, تحديت عفوك ورحمتك بمعصيتي.. وها أنا أوشكت علي السقوط في وحل أعمالي بلا خروج, ولكنه برحمته الواسعة, وبلطف قضائه, انتشلني وانقذ أسرتي من الضياع والفضيحة.
سجدت علي الأرض, باكيا, مستغفرا... تطهرت وقضيت يومي مصليا, تائبا, قارئا للقرآن.. لملمت نفسي, وعدت إلي بيتي... أغلقت غرفتي علي وعلي زوجتي, قبلت يديها وقدميها وأنا أبكي, طلبت منها أن تسامحني وتعفو عني, وعدتها بأن أكون كما تحب وكما كنت, فاحتضنتني وهي تبكي وترتجف, بدون أن تسألني عما حدث لي.. كانت رائعة كعادتها دوما, بعدها استدعيت ابنتي, احتضنتهما في صدري, وكأني أبحث عن أمان وطمأنينة لا أعرف الطريق اليهما, فطلبت منهن أن يتوضأن لنصلي جماعة, ثم سارعت بالذهاب الي أمي, جلست تحت قدميها, ورجوتها أن تقرأ علي القرآن, وتدعو لي.. ففعلت وابتسامة الرضا وهالة النور تكسوان وجهها الآمن.
لم أنم في تلك الليلة, عاهدت الله علي ألا أعصيه أبدا, وان استرضي كل من أخطأت في حقه أو هتكت عرضه ما حييت, وبدأت رحلة جديدة في الحياة.
سيدي.. أكتب إليك الآن بعد عامين مما حدث... مددت يدي بالخير لكل من آذيته, طلبت منهم السماح عن أي شيء بدر مني تجاههم, لم أفصح عما ارتكبت فقد سترني الله, فلما أهتك الأستار.. ليس في حياتي الآن, إلا أسرتي وعملي وفعل الخير.. انتهز أي فرصة لمد يد المساعدة لمن يحتاج, لا أترك فرضا من فروضي.. ذهبت العام الماضي الي الحج, ودعوت لله كثيرا أن يغفر لي ويهدي كل العاصين.
ستسألني عن تلك الفتاة, وأقول لك بدون الخوض في التفاصيل اني ذهبت إليها مرة واحدة, بعد خروجها من العناية المركزة, ولم تكن تعلم وقتها بحقيقة مرضها بالإيدز.. ولكني رجوتها ان تسامحني وتتجاوز عن خطئي ودعوت لها بالهداية, وان علمت من الأصدقاء بعد ذلك انها اصيبت بالشلل وانهارت بعد معرفتها بما ألم بها, وقرر أهلها ان تسافر الي الخارج لتعيش في مصحة لتبتعد عن الأجواء القاسية التي تعيش فيها.. هداها الله وشفاها وغفر لها ورفع عنها, اللهم آمين.
سيدي.. لم أكتب اليك لأتطهر من خطاياي, فهذا أمر بيني وبين ربي, ولا أريد أن أسألك عونا خاصا بالرأي أو بالنصيحة, وان كنت لا أستغني عنها, ولكني وجدت اني ملزم من خلال حكايتي, بتحذير كل شاب وفتاة من نهاية طريق المعصية, والتي لا يعرف أحد متي تأتي هذه النهاية المؤلمة وكيف تكون..
رسالتي أمام الله, اني قد أبرأت ذمتي بدرس عمري, لعله ينير الطريق لمن هم غارقون في ملذاتهم وشهواتهم, غافلون عن ان عين الله العادل لاتنام! بريد الجمعة (جريدة الاهرام)
| |
| | | areeg مشرفة مؤسسة
عدد الرسائل : 999 العمر : 37 كليتك : خريجه اداب اعلام (اذاعة وتليفزيون) السٌّمعَة : 1 نقاط : 22182 تاريخ التسجيل : 13/10/2008
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الثلاثاء مارس 17, 2009 10:30 pm | |
| نيس نيس نيس توبيك ياقمراية
يلا حلو اوى الموضوع دة
كملى ومستنين البريد بتاع كل جمعة على نااااااااااار
يلا ياجميل جو اهيد
| |
| | | درش المراقب العام
عدد الرسائل : 1166 العمر : 48 كليتك : كلية التجارة الخارجية السٌّمعَة : 2 نقاط : 9891 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الخميس مارس 19, 2009 8:04 am | |
| هو ده يا فرى بيرد الصراع الأبدى الصراع مع النفس الخير و الشر داخل النفس البشرية سبحان الله أعظم جهاد فى الدنيا هو جهاد النفس . بصراحة تسلم إيدك يا فرى بيرد وواضح كده إنك هتخلى المنتدى كله يبقى متعلق ببريد الجمعه . | |
| | | areeg مشرفة مؤسسة
عدد الرسائل : 999 العمر : 37 كليتك : خريجه اداب اعلام (اذاعة وتليفزيون) السٌّمعَة : 1 نقاط : 22182 تاريخ التسجيل : 13/10/2008
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الإثنين مارس 23, 2009 1:16 am | |
| اية يافرى
هو مفيش غير جمعة واحدة بس فالشهر ولا اية
عاوزين باقى البريد
يلا انا مستنية على احر من الجمر يوم الجمعة يجى واقرا بريدة
ياترى هيكون اييييييييييييييية؟؟؟؟؟؟؟؟
| |
| | | Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الإثنين مارس 23, 2009 11:37 pm | |
| ** سيدي.. ما جاء في رسالتك, لا يحتاج مني إلي أي رد أو نصيحة أو رأي, فكل كلمة تصرخ بعبقرية التجربة المؤلمة, فالألم الإنساني هو الذي يطهر النفس ويسمو بها, وهو الذي يكشف تلك الغمامة التي تكسو العيون والعقول, وتطفيء نور القلب فتجعله غلفا.
جاءت رسالتك في الوقت الذي تنتشر فيه الفواحش, يجاهر الناس بالمعاصي, ناسين أو متناسين, ان لهذا الكون قانونا إلهيا لا يهتز ولا يحيد, يعدل ولا يظلم, لا يساوي بين العاصي والمؤمن أبدا.
سيدي... نغفل كثيرا, نخطيء, نمارس معاصينا سرا أو جهرا, ولا نفيق ونتذكر الخالق, إلا عندما يحل علينا غضبه وانتقامه سبحانه وتعالي.
فالإنسان منا تغره الدنيا, فيختال بقوته وجبروته, يواصل زحفه نحو الخطيئة, مرتكنا إلي أن العقاب لن يأتي, وبدلا من أن يفيق ويشكر الله علي ستره وعفوه ورحمته, يغريه جهله ـ كما فرعون ـ بأنه ناج لا محالة, وكأنه بعيد عن قوانين السماء, معفي من الجزاء, مميز دون باقي البشر, فينغمس أكثر وأكثر في وحل الخطايا, وحتي يريح ضميره وينام قرير العين, يبالغ في التصدق وفعل الخير مستندا إلي أن الحسنات يذهبن السيئات, بدون أن يعي ـ جاهلا أو متعمدا ـ أن السيئات التي تذهب هي التي يتوب عنها ويتوقف عن ممارستها عامدا متعمدا غير عازم علي الرجوع عنها.
سيدي... رأيت معك الصورة التي تخيلتها لنفسك عندما علمت بإصابة تلك الفتاة بالإيدز, وتساءلت لماذا لا يفكر كل رجل بهذه الطريقة؟
لماذا لا يضع احتمالا ولو واحدا في الألف ان تلك المرأة التي تشاركه الخطيئة, ليس مستبعدا ان تكون مارستها مع غيره, وانها قد تصاب بالفيروس اللعين, ولا تعرف بذلك. ونفس الأمر بالنسبة لأي امرأة تدخل في مثل تلك العلاقة الشائنة مع أي رجل.. من أدراها مع من كان وماذا فعل وبماذا أصيب؟ * فمن لا يرتدع خوفا من عقاب الله في الآخرة, ألا يخشي من انتقامه في الحياة؟
ألم يتأمل أحدهم, كيف رعاه الله وحفظه ورزقه المال والبنين, وستره وهو يهتك الأعراض؟.. ألا يسأل نفسه كيف سيكون غضب الله علي مثل هذا العبد المتكبر العاصي المستور؟
سيدي.. أعانك الله علي ما أنت فيه, وغفر لك, وهدانا جميعا إلي التوبة قبل فوات الأوان.. وشكرا لك علي ما قدمته لنا من درس بليغ, لعل الغافل فينا يفيق من غفلته, ويعود إلي رشده, حامدا الله علي ستره لما فات..
الكاتب/خيري رمضان | |
| | | Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الثلاثاء مارس 24, 2009 12:01 am | |
| القصة الثانية... عرفت الله
كان من الطبيعي أن تصلك رسالتي هذه منذ ما يقرب من خمسة شهور, وبالتحديد منذ نشر رسالة ستر الله والتي حكي فيها رجل أنه كان قناص نساء, وانه التقي بفريسته في إحدي المناسبات, وتبادلا الهواتف وبعد معاناة ووقت طويل أقنعها بالذهاب اليه في شقته, وبينما هي في الطريق اليه بسيارتها وقع لها حادث وأصيبت إصابات جسيمة ونقلت إلي المستشفي, وعندما ذهب اليها, اكتشف من الأطباء بعد أخذ عينة دم انها مصابة بالإيدز, وأحس أنها رسالة من الله, فتاب اليه وأعرض عما كان يفعل, وحاول التكفير عن خطاياه في حقوق الآخرين.
وجاء ردك عليه مطمئنا لكل من تاب إلي الله, ومحذرا لكل من غرته الدنيا فأوغل في المعصية متجاهلا أو غافلا ان عين الله لاتنام, ولأنه كاتب الرسالة فقد اهتممت به, وتجاهلت أو أغفلت تلك السيدة الأخري, الضحية, أو الجاني, فلم تقل لها أو عنها شيئا, وجاءت بعد ذلك تعليقات السادة القراء, لتؤكد أن الجميع قد نام واستراح, لأنها لاقت جزاءها ودفعت ثمن انجرافها نحو الخطيئة, وكأنه من المستبعد ان تكون هي الأخري ضحية له ولغيره من الرجال, وانها قد تكون تابت الي الله راجية أن يتوب عليها ويغفر لها.
سيدي... تتساءل: لماذا أكتب إليك هذا, ولماذا كان يجب أن تصلك رسالتي منذ شهور بعيدة, ولماذا تأخرت في الكتابة إليك؟
من المحتمل ياسيدي أن أكون أنا تلك المرأة الملعونة التي انتقم منها الله بحادث سيارة مفزع, وقبل ان تفيق من مصيبتها اكتشفت انها مصابة بالإيدز... فالقصة التي حكاها هذا الرجل تتشابه كثيرا مع ما حدث لي, مع بعض الاختلافات والتي قد تكون مقصودة منه أو منك لإخفاء ملامح الشخصية, خاصة أنك أخفيت وظيفته وما قد يشير إلي محل إقامته.
ليس مهما اذا كنت أنا هي تلك المرأة أم لا.. ولكني وجه آخر للحقيقة.. وجه آخر للمأساة, للحلم والضياع, للانحراف والتوبة.
دعني أبدأ لك من البداية, لعلك وقراءك تجدون في قصتي ما يستحق التأمل والتماس الأعذار للآخرين حتي لو كانوا من الخطائين.
نشأت مثل كثير من الفتيات في أسرة طيبة, فتاة واحدة مع ولدين.. والداي كانا يعملان في مجال التدريس.. عشنا معا سنوات في الخليج, كانت من أحلي سنوات العمر, وأن كان بها ما عكر صفو حياتي وحياة أسرتي لعدة شهور, عندما تعرضت لحادث أدخلني غرفة العمليات لأجري جراحة خطيرة وكان الله لطيفا بي, فشفيت وأكملت أيامي حتي حصلت علي الثانوية العامة, فعدت الي مصر وحدي لأعيش مع جدتي والتحق بالجامعة.
لك أن تتخيل فتاة صغيرة عمرها18 عاما, عاشت سنوات عمرها في مدينة هادئة, في أحضان أسرتها, لاتري من الحياة إلا ما يسر ويبهج, تجد نفسها وحيدة في مدينة صاخبة مليئة بالمتناقضات.. حياة أخري غير التي عشتها.. لا أحد يقول لي ما الصواب وما الخطأ.. نعم معي نقود ليست مع زميلاتي, لي سيارتي الخاصة, لا أحد يقول لي: افعلي ولا تفعلي.. صدقني كنت أعود الي جدتي باكية, مفزوعة مما أراه.. أشكو لأمي وأطالبها بالعودة, فتقول لي: انت كبيرة, بكرة تتعودي, احنا واثقين فيك, وبعدين اخواتك لازم ياخدو الثانوية من هنا... هنيجي في اجازة نصف السنة.
تقوقعت داخل نفسي, وانعزلت عن زملائي وزميلاتي, وتحملت طويلا غمزاتهم وسخريتهم مني, حتي بدأت أندمج تدريجيا معهم في عامي الدراسي الثاني.. وبدأت أري ما لم أكن أراه أو أعرفه... تعلمت السهر وشرب السجائر, ودخل قاموسي كلمات لم أكن أعرفها أو أقبلها, مثل صديقي, وتظبيط وغيرهما من الكلمات التي تعكس ثقافة انفلات وفوضي وشباب لم يجد من يربيه.
تسألني: أين جدتي؟ أجيبك أنها زهقت مني وتعبت من الكلام معي, واستعانت بوالدي, فكنت أصم أذني عن صراخهما في الهاتف وتهديدهما المتكرر, سحبوا موبايلي, ومنعتني جدتي من الخروج ليلا, فكنت أغافلها حتي تنام ثم أسرق مفتاح الشقة وأهرب.
لم أكن سعيدة بما أفعل, ولم أكن أراه صوابا, ولكن شيئا ما بداخلي كان يحركني ويدفعني لتبرير ما أفعله بأنه عقاب لوالدي لأنهما اختارا الفلوس علي حساب الاهتمام بي.
سيدي... أرجو ألا يجنح تفكيرك بي, فعلي الرغم من كل ما فعلته, إلا أن هناك حدودا كنت أقف عندها... مغامرات محدودة وتصرفات وتجمعات شبابية حول الرقص وتدخين المخدرات ـ أحيانا ـ والسفر خارج حدود العاصمة في أي وقت ـ كل واحد له حكاية ومأساة, ما بين سفر الآباء, طلاقهم, شجارهم, أو انشغالهم بعملهم علي حساب الأبناء.. كل واحد منهم يعتقد أنه وفر لابنه كل شيء, لمجرد انه يغدق عليه بالمال.
لو سألتنا جميعا لقلنا بعلو صوتنا, نحن لسنا سعداء... كنا في حاجة إلي حنان أهالينا وتفهمهم ورقابتهم وحتي قسوتهم ولكننا لم نجد.
تفاصيل كثيرة, لا أريد أن أبعد بها عن القصة الرئيسية, عن ذلك اليوم الذي اكتشفت فيه اني مريضة بالإيدز وأنا في طريقي لارتكاب المعصية الكبري.
في صيف عام2003 عادت أسرتي من الخارج وكنت وقتها قد أنهيت عامي الدراسي الأخير بالجامعة, عادوا ومعهم عريس, ابن أحد أصدقائهم, جاوز الثلاثين بقليل, وجمع ثروة لا بأس بها, وعاد الي مصر ليفتتح شركة في مجال التصدير والاستيراد, رأي فيه والداي عريسا مناسبا يستر عارهما قبل أن يشيع بين الناس, لم يستمعا الي رفضي, أو رغبتي في منحنا فرصة للتعارف أو التفاهم.. فهما مرتبطان بموعد للعودة, والعريس جاهز, شقته معدة حسب مزاجه وذوقه, ولا ينقصها إلا الدبيحة, أقصد العروس التي هي أنا.
هو كان مثلهما جافا, سعيدا بجمالي, ولم ينظر قط الي تفكيري أو احتياجي.. وخلال أسابيع قليلة انتهي كل شيء, أصبحت زوجته وسجينته.
عشت أسوأ أيام عمري مع رجل قاس, لم يفكر يوما في احتياجاتي النفسية قبل الجسدية... يسخر من كل شيء أقوله أو أفعله, ليس علي سوي تنفيذ رغباته لإرضاء رجولته المزعومة.. حرمني من كل الأصدقاء, حتي تليفوني كان مستباحا منه.
ذات يوم تجرأت ونحن في لحظة خاصة, وقلت له لماذا لا تفكر في إسعادي, فاستدرجني في الكلام, حتي قلت له اني غير مستمتعة معه وانه يظلمني ويحرمني حقوقي, فقال لي انت امرأة ساقطة وباردة وسأعيد تربيتك من جديد, وانهال علي ضربا وسبا, حتي تورم وجهي وجسدي.. وكانت هذه هي بداية انتهاء آدميتي.. فقد تفرغ زوجي لتدميري, لسحق أي إحساس بأنوثتي.. كان اليوم الذي يمر بدون ضرب لا يحسب من عمري.. كنت أسلمه جسدا ميتا, أذهب بروحي الي عالم آخر, أدعو فيه ربي أن يعفو عني من هذا السجن وأعاتب والدي بل ألومهما علي ما فعلا بي, سامحهما الله.
لن يغيب عن خيالك, اني هربت مرات الي بيت جدتي, والي الشارع, بل الي قسم الشرطة, ولكنه كان يعيدني, لاني وحيدة بلا سند, وأبي كان يلومني ويسمع له ولا يستمع لي, بل يحملني كل المسئولية عن هذه العلاقة الفاشلة البائسة.
عامان من هذا العذاب حتي انفصلنا, حصلت علي الطلاق بعد ان حررت له محضرا في قسم الشرطة بعد ان شج رأسي في إحدي غزواته, فاستجاب لي بعد ان تنازلت له عن كل شيء, ولم يستطع ابي ان يشارك في طلاقي لأنه كان مشغولا شويتين!
سيدي.. كان لابد أن أحكي لك هذا التاريخ لتفهم ـ فقط تفهم ولا تلتمس الأعذار ـ ما الذي جعلني أذهب يوما وراء كلام رجل التقيته في احدي المناسبات وأنا أعرف أنه قناص ومخادع. لقد خرجت من هذه التجربة بقايا امرأة, وبقايا إنسان.. ذهبت إلي طبيب نفسي, نجح في تهريبي من نفسي إلي النوم بالمهدئات, ومن اكتئاب مزمن إلي اكتئاب متقطع.. نصحني بالخروج إلي الحياة, فخرجت, وعدت إلي السهر وإلي تجمعات البشر, ألملم صورة الأنثي المحطمة من أفواه الذئاب, فأرضي قليلا.
إلي أن جاء هذا اليوم الذي التقيت فيه صاحب رسالة ستر الله أو من شابهه.. فعل مثلما فعل غيره, اهتم بي وطاردني بالكلمات, ولكنه كان خبيرا أكثر من غيره, فلم يهرب من سخريتي, ولم ييأس من نفوري.. فرض نفسه علي تفاصيل حياتي, اهتم بأنفاسي وأوجاعي, بدأ في ترميم روحي, ثم بدأ يشكل إحساسي بأنوثتي مرة أخري.. أشعرني بأنه غير منجذب إلي أنوثتي, بقدر انجذابه إلي تفكيري واحترامي.
امرأة وحيدة, تعرضت لكل أنواع العذاب وهي في أحلي سنوات عمرها, كل شئ فيها مهدر ومهان, بلا ناصح أو أمين عليها, ماذا يمكنها أن تفعل مع رجل يعدها بما لم تر؟
أنا وغضبي والشيطان معا كل ليلة, كان من السهل عليه أن يقنعني بالذهاب إليه مبررا ذلك لي, بأن ما فعله زوجي معي هو الحرام والاغتصاب بعينه, فأغمضت عيني وقررت الذهاب إليه.. وأنا في طريقي إليه كان صوتا ما بداخلي يهتف بي: عودي, لاترتكبي هذا الإثم.. إذا كان يريدك فليتزوجك.. لم أدر بنفسي بعد ذلك إلا في المستشفي, مصابة بكسور مضاعفة في العمود الفقري والحوض.. واكتشافي المفزع لإصابتي بفيروس الإيدز.
من أين أتاني هذا الفيروس اللعين؟ سؤال طرحته علي نفسي وأنا أصرخ أمام والدي اللذين تكرما علي وآتيا فورا من الخارج.. أقسم بالله انه لم يمسسني بشر غير زوجي..
لا أريد أن أستعيد تلك التفاصيل, لقد مررت بتجربة لايمكن وصفها وكم كانت أليمة لروحي قبل جسدي؟
سيدي.. لم أكتب إليك لأدافع عن نفسي, فقد نلت ما كتبه الله لي, وأنا راضية بقدره وابتلائه وقد أعانني عليه.. ولكن هذه هي الحقيقة التي وصلنا إليها بعد سفري إلي الخارج, فأنا حاملة لفيروس الإيدز بنقل الدم منذ إجرائي الجراحة في تلك الدولة الخليجية.. أحمله منذ سنوات ولم أشعر به, واتخذ والداي إجراءات قانونية تجاه المستشفي ولم يحسم الأمر حتي الآن, وإن كان هذا لايهمني.
سيدي.. قضيت عاما كاملا خارج مصر, وهو عام يعادل كل أعوام عمري.. لقد عرفت الله أخيرا, عرفت جمالا وتذوقت لذة لايعرفها إلا من ذاقها.. تعلمت كيف أناجيه وأطلب وصله بعد أن طلبت عفوه ومغفرته.. سامحت كل من آذاني.. عرف أبي وأمي كم كان خطؤهما فادحا, فليس هناك أبقي من حماية الأبناء ورعايتهم, وقد يكون ماحدث لي منجاة لشقيقي.. لا يؤلمني الآن إلا بكاء والدي الذي لاينقطع.
عدت منذ عامين, وأكرمني الله بالحج بتأشيرة من البلد الأوروبي, وأنا الآن سالمة لا أعاني إلا من آثار بسيطة في الحركة.. أواصل دراستي في الشريعة الإسلامية.. لايفزعني الموت, بل أنتظره كل يوم أملا في رؤية من أحب.
سيدي.. نادمة أنا علي سنوات عمري التي قضيتها في ظلام, ولكني سعيدة اني استعدت بصيرتي في شدة البلاء. فاغفرلي إطالتي, وربما أردت شيئا بالكتابة إليك, فانتهيت إلي شئ آخر.. بدأت راغبة في رفع ظلم ألم بي, وانتهيت إلي حالة من الرضا أدعو الله أن يديمها علي. فادعو لي.. وليغفر لنا الله جميعا.
| |
| | | AYAT مشرفة قسم
عدد الرسائل : 831 العمر : 33 كليتك : آداب هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 9468 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الثلاثاء مارس 24, 2009 8:00 pm | |
| ربنا يغفر لنا جميعا ان شاء الله ويهدينا شكرا يا فرى على مجهودك وتسلم ايدك يا رب
| |
| | | areeg مشرفة مؤسسة
عدد الرسائل : 999 العمر : 37 كليتك : خريجه اداب اعلام (اذاعة وتليفزيون) السٌّمعَة : 1 نقاط : 22182 تاريخ التسجيل : 13/10/2008
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الجمعة مارس 27, 2009 4:02 pm | |
| نيس نيس ستورى
بجد حلوة اوى يافرى
تسلم ايديكى ياقمراية
| |
| | | درش المراقب العام
عدد الرسائل : 1166 العمر : 48 كليتك : كلية التجارة الخارجية السٌّمعَة : 2 نقاط : 9891 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الجمعة مارس 27, 2009 5:31 pm | |
| فرى بيرد ربنا يجازيكى عننا كل خير بس بجد بجد بجد المواضيع كلها بتبقى مؤثرة و حزينة جدا و الواحد مش بيبقى عارف يقول إيه بعدها ربنا يغفر لنا كلنا و يتوب علينا من كل معاصينا اللهم آمين | |
| | | Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... السبت مارس 28, 2009 4:38 pm | |
| ** سيدتي.. فكرت طويلا ألا أعلق علي رسالتك.. ففيها مايكفي, في ألمها نورها, في عتابها محبة, وفي حواري جملها تجسيد لوجع يسكن واقعنا نراه كل يوم ونغمض عيوننا, وكأن الخنجر ليس في قلوبنا, والدم النازف ليس دمنا.
لايهم كثيرا, إذا كنت تلك المرأة الغائبة في قصة ستر الله, فستر الله ممتد إلي كل القصص والحكايات, المنشور منها والمختبئ في النفوس.
ستر الله أوسع من خطايانا واعترافاتنا, لذا فليس مهما إذا كنت هي أم امرأة أخري سترها الله وأنار بصيرتها وطهرها بوجعها.
أي ألم هذا الذي عايشته وواجهته ــ ياصغيرة ــ وهل يكون درسا للذين ينهزمون في أول مواجهة, أو ييأسون من رحمة الله مع أول ابتلاء!
صغيرة كنت في مواجهة الحياة, في مواجهة قسوة القاهرة التي كثيرا ما تفقد قلبها وتقسو علي الفقراء والغرباء والصبايا والحالمين. تلك القسوة التي واجهتك بعودك الأخضر وتجربتك المحدودة.. لا أعرف كيف يأمن أب أو تنام أم بعيدة عن ابنتها الصغيرة أو ابنها الشاب في مثل هذا الزمان الصعب, هذا الزمان الذي تكاثرت فيه الذئاب علي الحملان؟
تأمين مستقبلهم شعار يرفعه الآباء مبررين غيابهم بعيدا, وكأن السعادة في المال, لايعرفون أن الاستثمار الحقيقي في الأبناء, بغرس الأخلاق, بحضن دافئ, بهذا الأمان الذي يحتاجه الابن في سني عمره الصعبة ولايستطيع شراء بعض منه بأموال الدنيا.
أي منطق هذا الذي يدفع بأبوين إلي تزويج ابنتهما بمن لاترغب ولاتعرف, حتي يهنأ بالهما, ملقيان بالعبء والمسئولية علي رجل لم تختبر رجولته ولا إنسانيته؟
أهكذا يفعل المؤتمن؟ نعم نحن مؤتمنون علي أبنائنا, وسنساءل أمام الله علي تلك الأمانة وماذا فعلنا بها ولها؟.
سيدتي.. لا أريد أن أخوض ــ مثلك ــ في الحادث الكاشف, ولا في الذئب التائب, ولا في انتقام الله الواضح وحكمته, فمع شدة الإيلام تبدو الرحمة والمغفرة, فمن يلحق بالتوبة قبل فوات الأوان؟
أعرف جيدا ما حدث لك في تلك الدولة الخليجية, فما أصابك, أصاب زميلا لي وزوجته منذ سنوات بعيدة ــ رحمهما الله وغفر لهما ولنا ــ وأصيبا بالفيروس ولم يكونا حاملين له فقط مثلك, ومن المؤكد انك تعرفين الآن أن هناك بعض العلاجات الناجحة لمثل حالتك, وانك قد تعيشين طويلا ــ أمد الله في عمرك وبارك لك فيه ــ فواصلي سيرك نحو العلم والحقيقة, نفعك الله به ونفعنا, ولا أملك أمامك إلا طلب الدعاء منك لي ولأصدقاء بريد الجمعة وإلي لقاء بإذن الله. الكاتب \خيري رمضان .. | |
| | | AYAT مشرفة قسم
عدد الرسائل : 831 العمر : 33 كليتك : آداب هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 9468 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... السبت مارس 28, 2009 5:45 pm | |
| شكرا يا فرى على مجهودك ده ربنا يكرمك ويجازيكى خير ع اللى بتعمليه وربنا يارب يشفيها ويشفى مرضى المسلمين جميعا
| |
| | | Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الخميس أبريل 02, 2009 9:19 pm | |
| القصة الثالثة ... جدار الصمت...
بطلة هذه القصة تقول : أكتب هذه الرسالة ليس بحثا عن حل ،ولكنى أريد فقط أن أتكلم قليلا000 فهل تسمح لى ؟ عنوان القصة : جدار الصمت
أنا فتاة عمرى 26 عاما ، لا تخلو حياتى من مشاكل البنات فى مثل عمرى، أمل و طموح00احلام تتحقق وأخرى تنهار00 فراغ ووحدة ما بعد التخرج فى الجامعة 00 مشاعر و أحاسيس جميلة لا تلقى دوما التقدير و لا تلفت الانتباه،وقلب نابض دوما ينتظر نصفه الآخر0 إلى هنا و لا جديد00 حياه تشبه كثيرا ممن نراهم ، إلا إذا أضفنا الإحساس الدائم بعدم الانتماء إلى شخص أو مكان0 مشكلتى الحقيقية ، بدأت منذ طفولتى وأنا أشعر بحاجز كبير بيننا و بين أبى 00 انا و أخواتى وأمى فى ناحية ، وهو فى ناحية أخرى0 أبى عصبى ،صوته عال ، قليلا ما يبتسم ، قليلا ما يتكلم ،ونادرا ما يجلس معنا ، وعلى الرغم من كل هذه الصفات كان طيب القلب، يحاول بأقصى ما يمكنه أن نعيش حياة أفضل، بامكانات قليلة جدا علمنا و كسانا،وجعلنا نأكل ما نريد ولانشعر أبدا بأننا أقل ممن حولنا، ومع كل ظروف العمل الشاقة كان يرفض ان يعمل أشقائى فى الاجازات حتى لا يشعروا بالمهانة0 كان هناك دائما شيء غريب فى علاقتنا به، لا نخافه و لا نكرهه، ولكننا فى الوقت نفسه لا نألفه و نخجل منه00 لا نتحدث إليه ، و لا نطلب منه شيئا، وإذا أردنا نقودا أو بعض الاحتياجات نطلبها من أمنا و هى تطلب منه0 أصبح كل ما بيننا هو السلام فقط تجنبا لصوته العالى بدون سبب من وجهة نظرنا الصغيرة0
المشكلة لم تكن كذلك عند أخوتى ، فقد تعودوا على ذلك، أما أنا فلا، كنت مندهشة و رافضة لأن تكون العلاقة مع أمى فقط ، والحقيقة أنى كنت أشعر بحب جارف لأبى، ولدى رغبة شديدة فى التعبير عن ذلك، أريد أن أقول له (بحبك يا بابا) ولكن كيف و كل ما بيننا كلمات مقتضبة 00 نفسى أتحدث معه عن حياتى و صديقاتى و أحلامى 00 أتمنى أن أقول له إحساسى الأكيد أنه يحبنا وبشدة فيأتينى صمته الحزين أو صوته الهادر، فأنسحب داخل صمتى ليزداد خرس مشاعرى0
كبرنا على هذا الوضع يا سيدى، أب حنون يفنى ايامه و عمره من اجل أبنائه ، و يا للعجب فى الوقت نفسه يظهر عكس ذلك و كانه يريد أن يثبت لنا أنه يكرهنا ، وأنه ينفى عن نفسه تهمة حبه لنا0 أتذكر الأن ان امى سألته يوما (لماذا تعاملهم بهذه القسوة و انت تحبهم) اتعرف بماذا اجابها ؟ قال : إنه لا يريدنا أن نحزن عليه عندما يموت00 وقتها شعرت بالخوف و الألم ، ألهذا الحد كانت مشاعره رقيقة مرهفة00 يؤهلنا بالابتعاد و الألم حماية لنا من ألم اكبر0
عندما تأقلمنا مع الأمر الواقع، بدا ابى يشعر بالألم لأننا شديدوا الالتصاق بأمنا، كان بمجرد دخوله صالة البيت، ينصرف كل منا إلى حجرته، تاركين له التليفزيون وأمى، ما نفعله كان يؤلمه ويثير غضبه فلا يعبر عنه وإنما يفتعل مشاجرة ليصرخ فينا، فاصبحنا نستشعر خطواته فنفر من المكان حتى لا يرانا، ولا نمارس حياتنا إلا بعد أن يتناول عشاءه و ينام 00 الغريب أن علاقته بأمى كانت رائعة ، كان يحبها ولا يستطيع أن يخدشها بكلمة ، عكس فشله فى إقامة علاقة معنا0
حاول أبى فتح ثقوب مضيئة فى حاجز الصمت بيننا، و لكننا لم نساعده لأننا كبرنا و نحن نحترمه الى حد الخجل، لا نشعر به ، و نحتاجه ، نحتاجه كضيف مرغوب فيه، ولكنه مجرد ضيف غريب0 اتعبنى التفكير فى علاقتى بأبى، كنت أتعذب ، فأنا اريد ابا، وابى تحديدا، اريد الشعور بحنانه و حبه ، أريد تحطيم الحاجز الذى أقامه بيننا دون إرادته، والذى فشلنا فى إزالته دون إرادتنا0 احب أبى يا سيدى، احب فيه كل شىء00 تعلمت منه الكثير دون ان يحاول ذلك 00اراه يصلى الفجر ، فأصلى مثله00 يقرأ بريد الجمعة و يحكيه لأمى، فافعل مثله0 كان مثقفا برغم انه لم يتعلم، يشترى الكتب فاقرؤها إيمانا بأنها كتب قيمة0
تعلمت منه عشق الصمت و كتمان المشاعر و التألم وحدى00 و لكن الشوق إليه بدأ يجرفنى و يؤلمنى ، أنظر فى عينيه كثيرا فلا أرى منه سوى حزن دفين وجسد منهك ما بين العمل و بين العبادة، فكنت أشفق عليه و أتمنى لو أقبل يديه و قدميه و أطلب منه أن يستريح و يجلس بيننا قليلا، ولكنى كنت كل مرة أخجل أن أفعل ذلك، فعلاقتنا لم تسمح يوما بأقل من ذلك بقليل ، فكيف لى أن أجرؤ على الكثير0
ولأن للعمر أحكاما، وجدت نفسى بعد تفكير طويل أعفى ابى من أى مسئولية فى إقامة الجدار الصامت بيننا، ,اننا ساهمنا بقدر معه فى بنائه، فبدأت فى الاهتمام به فى حدود المسموح، انتهز لحظات دخوله البيت لأجلس معه، دون كلام، أجهز له الطعام، اعد له الشاى، واكوى له ملابسه0
بعدها بقليل ولظروف طارئة لم ار ابى لمدة يومين متواصلين، فرجعت و أنا فى شدة الشوق غايه، وقررت ان اقول له برغم كل الحواجز إنى احبه بشدة و انه أعظم أب ، سأحضنه حتى لو رفض أو تمنع، ساقبل يده و قدمه واتكلم معه كثيرا كثيرا0 دخلت البيت و سألت امى بلهفة (بابا فين) فقالت: أنه عاد من عمله وذهب فى مشوار قصير، وأخبرتنى انه سأل عنى بلهفة، فقلت لها سأعد له الشاى حتى يعود، ووقفت اذيب سكره بالمقدار الذى يحبه، ثم سمعت صوتا ينادى علينا بهلع، و سمعت أمى بعدها تصرخ، فوقفت مكانى و شعرت بأن بيتنا ينهار00 خرجت مذهولة لأسمع ما لم أتوقعه : (أبوك00 أبوك) أجرى إلى الخارج بلا صوت ولا دموع (فين بابا) لا يجيبنى احد ويجيبنى المشهد000 أبى ملقى على الأرض بالقرب من البيت، صدمته سيارة مسرعة00 فمات ؟ لماذا مت يا أبى قبل ان أقول لك انى أحبك0 الان فهمت لماذا كان أبى ينظر لى كثيرا فى ايامه الأخيرة00 الان فهمت سر اشتياقى الدائم له، وكاننى كنت احس بانه سيفارقنى بدون كلام00 كعادته0 عاش وحيدا و مات وحيدا00 لم نكن حوله و هو يموت كما كنا دائما0 لماذا يرحل أبى هكذا ، و كيف اقبل يده و هى فى التراب؟ و كيف اقبل قدمه0
كسرت و تألمت قبل موته، كيف أعيش الآن فإن احتملت مصيبتى و احتسبتها عند الله ، كيف أروى عطشى الدائم للأبوة00 لدى اشتياق غريب لأبى0 ان عقلي لا يتوقف لحظة عن التفكير في أبي...
| |
| | | areeg مشرفة مؤسسة
عدد الرسائل : 999 العمر : 37 كليتك : خريجه اداب اعلام (اذاعة وتليفزيون) السٌّمعَة : 1 نقاط : 22182 تاريخ التسجيل : 13/10/2008
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الخميس أبريل 02, 2009 9:33 pm | |
| نيس نيس نيس توبيك ...حلو اوى ا يافرى
ميرسى ليكى ولمجهودك ياقمراية
جو اهيد
| |
| | | Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الجمعة أبريل 10, 2009 4:02 pm | |
| القصة الرابعة... نظرة عتاب
روحان حللنا بدنا كم أبكاني هذا العنوان فضلا عن القصة التي أتت خلفه تحكي تفاصيل جعلت روحي تئن بنغزات الندم حيث لا ينفع الندم.. هذان روحان طيبان لزوجين مخلصين عاشا حياتهما في سلام, وشتان بينهما وبين روح تدب في جوانحي وروح فارقتني بالموت منذ سنوات.
سيدي آلمتني قصة صاحب رسالة الأسبوع الماضي أكثر مما تتخيل, ولن يكفر عنك إيلامي بهذا الشكل إلا أن تستمع إلي وتتركني أهذي بجرح فتحته وتركته ينزف حنينا وشوقا وندما واستغفارا.
أتذكر عندما كنت شابا وأنا الآن علي مشارف الكهولة بعمر تجاوز الثانية والستين ببضعة شهور.. لم يكن يهمني علي الأرض سواي.. مركز الكون هو أنا.. الشاب الوسيم الثري المتعلم البشوش. المتكلم بحساب, صائد إعجاب الفتيات بنظرات قليلة.. باختصار كنت جان كما يقولون, أصر أبي علي أن استكمل تعليمي العالي في جامعة أوروبية لأعود بعد سنوات متمكنا من فن الإدارة فأدير شركته معه ثم أتولي أمرها بعد رحيله, وكنت سعيدا غاية السعادة وأنا أري كل شيء متاحا لي, حتي درجتي الماجستير والدكتوراه نلتهما بالمراسلة بفضل نظام دراسي يسير.
عدت إلي مصر والأبواب مازالت مفتوحة في استقبالي.. طبقت أحدث نظم الإدارة بالشركة, غيرت الحال التقليدية ودفعت بها إلي طريق المكاسب السريعة.
لم يكن ينقصني سوي تكوين الأسرة, واحترت ساعتها كثيرا من هذه التي تستحقني؟ هكذا ببساطة بعد أن أبكيت فتيات وسيدات لتنال إحداهن رضائي وأقضي معها ولو يوما.. لكنها سنة الحياة والعمر يتقدم ولابد من الزواج والأولاد والاستقرار.
استقر الأمر علي فتاة جميلة من عائلة محترمة كان أبي يتعامل مع شركة أبيها تعاملات محدودة, لكنه كان يحترم هذا الشخص جدا.. تدخل أولاد الحلال كما يقولون وتم التعارف سريعا, كنت مازلت أملك أدوات سحرية من حديث وبشاشة ووسامة, وكانت مثل طفلة لم تخرج من بيتها إلي عالم الرجال فانجذبت إلي انجذاب الفراشة للضوء, واعترف لك الآن ولقرائك بأنني حرقتها.. نعم حرقتها, وحرقت رومانسيتها بعد أن نزعت جناحيها نزعا, منذ الشهر الأول أعلنت لها أن قانوني هو الذي سيسود.. وأني رجل أعمال لا وقت لدي أضيعه في عشاء راقص أو مشاهدة فيلم رومانسي في البيت.. كانت تستقبلني بالشموع فأنهرها علي تلك الرومانسية التافهة, فانزوت واكتأبت منذ الشهر الأول, حرمتها من العمل في شركة أبيها وهي المتعلمة المثقفة الماهرة في تخصصها, المجيدة لثلاث لغات قراءة وكتابة.. وقبلت المسكينة وهي تظن أنني صادق معها, وأن وقتي بالكاد يكفي لعملي ومسئوليات الشركة التي أصبحت علي عهدي عدة شركات أرأس إداراتها, وفي الحقيقة كنت أعيش حياتي خارج البيت والعمل كما أريد, أقضي أحلي الأوقات في مصر وفي خارجها, مع هذه ومع تلك وفي الوقت نفسه أدير عملي بمهارة أحسد
عليها. كنت أظن أنني ماهر أيضا في إخفاء نزواتي, لكني اكتشفت فيما بعد انها كأي امرأة لديها قلوب استشعار, أوردة لاقطة لتغير دمي في مكان آخر.. أدرك ذلك الآن وأنا أتذكر نظرات عتابها عندما كنت أقول لها سفرية المرة دي كانت متعبة جدا أو الشغل لا يرحم معلش سنضطر لتأجيل سفريتنا السنوية كانت ترسل لي موجات عتاب عبر أثير حبها لي, لكني لم أكن التقطها, كنت منهمكا في حياتي التي لم أر غيرها حتي بعدما رزقنا الله بطفلة بعد طفلة.. وامتلأ البيت بالضحك والشقاوة والسعادة.
كنت لا أري إلا نفسي, ألتمس السعادة بعيدا عن بيتي وعن زوجتي الجميلة وطفلتي اللتين أبدع الله في تصويرهما.
هل أدهشك إذا قلت لك إني مللت من الحياة مع زوجتي الرائعة تلك.. هل أدهشك إذا قلت إني كنت أعود لبيتي بعدما أنال كل ما أبتغيه خارجه, ومع ذلك أتمني ألا أجدها بانتظاري تسألني هل تعشيت أم أحضر لك العشاء. كانت ترتدي أحلي الثياب وتضع زينتها كاملة في كل ليلة في انتظار عودتي.. تقاوم النعاس وتتظاهر بأنها غير متعبة وجاهزة تماما لإشارتي فضلا عن خدمتي, هل أصدمك إذا قلت لك إنني مللت من تفانيها في خدمتي من جمالها الهادئ ومن رقتها, كنت أتمني لو أعيش مع أي امرأة غيرها تضخ في حياتي دماء جديدة.. لقد تصورت أن أي امرأة سيكون لها طعم مختلف وستجذبني للبيت وسأعيش معها حياة جديدة.. لقد وصل بي الأمر إلي أن تمنيت لو أنها ماتت واختفت من حياتي لأتزوج بتلك الـ أي امرأة تخيل.. أنا.. أتمني موت الفراشة التي جذبتها ونزعت جناحيها وحرقت إحساسها بكونها امرأة تسعد رجلا أنانيا مثلي.. الدموع تسقط الآن وتبلل رسالتي ومع ذلك مازلت قادرا علي أن أواصل وجعي وبثه عبر نافذة بريدك!.
منذ سبع سنوات يا سيدي تحققت أمنيتي الملعونة.. فاجأت أزمة قلبية جسد زوجتي وحررتها مني ومن عالمي القذر, رحلت فجأة وكأنها تقول: افعل ما شئت سأعفيك من نظرة العتاب التي كانت تستوقفك.. سأعفيك من الملل وأنا في انتظار مقدمك بثيابي القصيرة في عز البرد ومكياجي الدقيق في عز الإرهاق.. ماتت ولم يمت جلدي السميك, لم يتلاش.. بدأت وفور انتهاء العزاء في التخطيط لحياة أخري مع امرأة أخري فقد كنت مهيأ لهذا الوضع, لم ألتفت إلي ابنتي اللتين تخرجتا في الجامعة المرموقة وبدأتا رحلة التعليم العالي وتخير العريس الأنسب لكل منهما..
قلت لهما في حسم.. الحياة يجب أن تستمر وأنتما مصيركما لبيتي زوجيكما.. والعمل لا يرحم كما تعرفان ولابد من زوجة تعينني علي الحياة وتحمل صعابها.
باختصار تزوجت فتاة تعيد إلي شبابي.. فتاة تستحقني.. فتاة تعرف كيف تجذبني دائما إليها.. تزوجت من أكبر مقلب شربته في حياتي من سكرتيرة سابقة تخرجت في جامعة الغش والتدليس والمكر والخداع, هي الوحيدة التي شدتني بقوامها وضحكتها ووجهها الحيواني المتوحش ونظرتها الكاسرة لغروري.
تزوجتها وهي أكبر من ابنتي الكبري بسنوات معدودة وسلمتها مفاتيحي فحبستني داخلي.. أذاقتني الهوان وانتصرت لبني جنسها مني.. كنت أعود متلهفا إليها فإذا بها عند صديقاتها في ديفيليه, انتظرها لنتعشي سويا فتقول انها تعشت وأني مملل جدا بأسئلتي المتلاحقة, أين كانت ومع من ولماذا؟ وليت الأمر اقتصر علي ذلك بل استنزفتني في شراء كل ما يحلو لها.. شاليه هنا وشقة هناك وسيارة وأخري وحلي وحتي السندات والأوراق المالية سحبتها شيئا فشيئا بدعوي تأمين مستقبلها, وعندما قررت أن استجمع شجاعتي وعنفوان شبابي الذي مضي وأواجهها كشرت عن أنيابها وآذتني في سمعتي أمام موظفي شركاتي بل تمادت وشوهت سمعة ابنتي البريئتين.
لم يكن أمامي سوي أن أطلقها وأعطيها كل حقوقها في سكوت وأعود إلي بيتي القديم منكسرا, منجذبا إلي بقايا رماد الفراشة التي أحرقتها بيدي, أعفر به رأسي وأمرغ فيه وجهي لعل الفراشة تسامحني وتقبل ندمي ودموعي عليها وعلي ليلة واحدة من الليالي التي كانت تنتظرني فيها مشرقة مضيئة متوهجة بينما عيناي منطفئة لا تري.
سيدي قلبت علي المواجع برسالتك الأسبوع الماضي وكم أحسدك يا صاحب الرسالة وأحسد كل من صفي لرفيق عمره ورآه بعين الحب والرفق.. لقد فقدت احترامي أمام نفسي وأمام ابنتي, وصرت عازفا عن الدنيا أصلي وأبكي وأدعو لها بالرحمة ولي بالمغفرة.
| |
| | | درش المراقب العام
عدد الرسائل : 1166 العمر : 48 كليتك : كلية التجارة الخارجية السٌّمعَة : 2 نقاط : 9891 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الجمعة أبريل 10, 2009 9:21 pm | |
| فرى بيرد................... القصص كلها مؤثرة جداً و كلها تقريباًُ أحلى من بعض.......... بجد يا فرى ربنا يباركلك على كل المجهود اللى بتبذليه فى الموضوع ده علشان توصليلنا كل الدروس المستفادة من هذه القصص............ بس يا رب ......يا رب.......نشوفك المرة الجاية.......... من غير أى دموع أو علامات حزن مرسومه على ملامح كلماتك.......... اللهم آمين . | |
| | | Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الجمعة أبريل 17, 2009 2:42 pm | |
| * سيدي.. مسافة شاسعة بين رسالتك وروحان حللنا بدنا فإحساس الندم علي ما فات, واكتشاف قيمته ومعانيه السامية بعد فوات الآوان, هو الوجه المظلم, للإحساس الآخر المضئ, الذي جعل صاحبه يطارد طيف زوجته الراحلة في كل ركن جمعهما, ويجد ونسه ودفئه وهو بجوار قبرها. * كثير من الرجال ـ سيدي ـ بسبب أخطاء في التربية والثقافة العامة ـ ينشأون وبداخلهم شعور بأنهم يستحقون أكثر من امرأة, فيفعلون مثلما فعلت ـ وهذا يحدث حتي الآن ـ يختار الشاب فتاة محترمة من عائلة طيبة, وما أن يتزوجها, حتي يشعربأنه كافأها بحصولها عليه, وأنه عريس لقطة كانت تتمناه أي فتاة ولكنه اختارها هي وهذا يكفي.
يجلس الرجل خارج بيته وسط النساء يتحدث عن الرومانسية المفقودة, وأن الزواج هو مقبرة المحبين, باعثا برسائل لمن يفهم.. فإذا عاد إلي البيت ووجد زوجته المخلصة في انتظاره, أضواء خافتة, موسيقي هادئة, اختلق الحجج ليصنع أزمة يثبت من خلالها أنها سيئة ولا تستحقه, كل هذا ليبرر لنفسه ما يفعله خارج البيت. طبعا هذا الكلام لا ينطبق علي كل الرجال, كما ينطبق علي بعض النساء اللاتي لا يقدرن عناء الزوج طوال اليوم وإحساسه بالقهر في كل شيء, وعندما يعود إلي البيت تسأله عن الكلام الحلو والغزل اللطيف.
سيدي.. كثير منا يغمض عينيه فلا يري السعادة وهي قابعة بين يديه, ماذا كنت تنتظر من الله لتتأكد أنك مميز؟ زوجة جميلة, هادئة, رومانسية.. طفلتان هما بهجة الحياة وشقاوتها.. نجاح في العمل, والشركة أصبحت شركات أفلا تشكرون زادك صمتها غرورا, ونظرات عتابها صلفا, ممنيا نفسك بأن السعادة لم تأت بعد, ولأنك لا تجد فيها عيبا, ذهبت إلي الأحلام والأمنيات.. تمنيت أن تموت لك الفراشة الناعمة.. وكأن المخطط يسير حسب أهوائك.. ولكنك كنت غافلا أن للكون ربا عادلا, لم ترض بما رزقك, فجعلك تمد يدك لتختار بنفسك من تناسبك, وها هي تفعل بك ما فعلته بزوجتك الراحلة, وتذيقك من نفس الكأس.
سيدي.. لا أريد أن أزيد من آلامك, ولكني أجدها فرصة لدعوة كل الأزواج أن يلتفتوا للسعادة الكامنة في بيوتهم, لا تبحثوا عنها خارج البيت, ولولم تجدوها فا بذروها, بكلمة طيبة, بعفو وسماح, بهدية صغيرة بـ طبطبة علي الكتف.. لسنا في معركة فيها فائز ومهزوم, نحن شركاء في رحلة قصيرة اسمها الحياة تستحق أن نتكيء علي بعضنا بعضا حتي نصل إلي الشاطئ الآخر, فمن يصل بعد الآخر, تبقي منه المودة والرحمة والذكري الطيبة.
سيدي.. أرجو أن تداوم الدعاء لزوجتك الراحلة وتسارع بصدقة جارية علي روحها, اعتذر لابنتيك عن خطئك وضمهما إلي حضنك فهما في حاجة إليك, وأنت أيضا لن تجد أحدا أقرب وأحن عليك منهما.. وإلي لقاء بإذن الله.
الكاتب/خيري رمضان | |
| | | Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الجمعة أبريل 17, 2009 2:46 pm | |
| إلا أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــيترددت كثيرا في كتابة رسالتي هذه, ولكن الذي شجعني هو قرب الاحتفال بعيد الأم لتكون مناسبة لتقديم شهادة تقدير ووفاء لوالدتي وفي الوقت نفسه لتكون بكلماتكم الواعظ والناصح للأبناء الذين تناسوا أمهاتهم وفضلوا إرضاء زوجاتهم علي رضاء الأم. وأتمني أن ترد كل ابن أو زوجة ابن ظالمة لتصحو وتحسن معاملة حماتها, وتتذكر أنها في يوم من الأيام ستكون مثلها.
أنا باختصار الابنة الصغري( الثالثة) لأخ أكبر مني بسبع سنوات, وأخت تصغره مباشرة في السن. عمري الآن تخطي الثلاثين بقليل نشأت لأب موظف عادي من عائلة كبيرة استولي شقيقه علي ورثه, وربانا علي الاعتماد علي دخله البسيط. وأم غاية في الحنية والطيبة اجتهدا في تربيتنا حتي تخرج شقيقي من الجامعة وسعي والدي وطرق كل الأبواب لرؤسائه ليوفر عملا لأخي في نفس عمله في مركز يتناسب مع مؤهله, وحصل عليه بصعوبة بعد عناء كبير.
شقيقي الكبير نال من التدليل من أمي ما يفوق الوصف, كانت تحرم نفسها من أي شيء لكي توفره له. أما أنا وشقيقتي فطلباتنا بسيطة حتي لا نثقل كاهل والدي الذي كان شديد العصبية بسبب الضغط النفسي, فكان يفرغه في والدتي بالاهانة والسباب وهي صامتة, لم ترد عليه مرة واحدة علي مدي سنوات زواجها الأربعين.. لم تنطق ولم تعلن ألمها وكبتت أحزانها منذ سنوات صباها, فكان طبيعيا أن تصاب بأمراض عدة لم تثنها يوما عن التفاني في خدمة زوجها وأبنائها, راضية بما كتبه الله عليها, مرددة أن الله سيعوضها خيرا بنا.
خرج والدي علي المعاش, وحصل علي مكافأة نهاية الخدمة, وكالعادة وبتشجيع من أمي أنفقها بكاملها علي أخي. دفع له المهر والشبكة, وجهز له الشقة التي كنا نحلم بها وننتظرها. تلك الشقة التي حجزتها أمي لتكون لنا سكنا أوسع من تلك الشقة الضيقة التي نعيش فيها. منحوها لأخي بعد أن قالت أمي بكل حب مش خسارة أبدا في أخيكم.. ساهم أبي بما تبقي لديه في زواج شقيقتي, أما أنا وأمي فلم ننل أي شيء من تلك المكافأة, حتي السيارة استولي عليها, وكنا راضين, آملين في سعادته.
ماذا فعل أخي ـ يا سيدي ـ بعد زواجه.. نسانا جميعا, أهمل أمه, لم يعد بينه وبينها إلا تليفون عابر سريع, بينما غرق في تلبية طلبات أهل زوجته. تلك الزوجة التي مارست سطوتها عليه, فكانت تتفنن في إهانته علي الرغم من أنه نقلها إلي مستوي لم تكن تحلم به. كانت والدتي تحزن علي حال ابنها فتتصل بزوجته وتلاطفها وتدعوها إلي طاعته. حتي جاء يوم واشتعلت معركة بين شقيقي وزوجته, فذهبت والدتي إليها في شقتهما التي هي في الأصل شقتنا, وعاتبتها علي ما تفعله بزوجها, وطالبتها بحسن المعاملة, فما كان من زوجة أخي إلا أن طردتها أمام الجميع اطلعي بره من بيتي فيما نكس أخي رأسه, ولم ينطق بكلمة وهو يري أمه مطرودة مهانة من بيتها التي ضحت به من أجل سعادته مع تلك الزوجة التي أهانتها.
بعد هذه الواقعة كان انتقام الله سريعا من أخي, فقد تعرض للضرب من عائلة زوجته فأصيب بارتجاج في المخ استدعي دخوله المستشفي, ولم يقف بجواره إلا أنا وأمي التي أصيبت بنزيف في عينها من البكاء عليه.
عاد أخي بعد خروجه من المستشفي الي زوجته بعد أن وضعت مولودها الأول وغرق مرة أخري في دوامة زوجته وأسرتها وواصل إهماله لأمي.. تراه من شرفة المنزل, وهو في طريقه إلي زيارة حماته وتستجديه أن تراه للحظات فيرد عليها بجفاء شديد وقسوة لا أعرف من أين أتي بها.
انطفأت أمي وازداد شحوبها مع هجر وحيدها وقسوته عليها وازداد حزنها ذات يوم عندما ذهبت لزيارة شقيقتها, وشاهدت أولادها من حولها يقبلون يديها, ويحرصون يوميا علي زيارتها. أصابتها الحسرة, ولأول مرة تكشف عن حجم ألمها من جحود إبنها لشقيقتي.
ذات يوم, عدت أنا ووالدي إلي شقتنا ففوجئنا بأمي ملقاة علي الأرض في غيبوبة كاملة, فسارعنا بمعاونة الجيران بنقلها إلي المستشفي لنكتشف اصابتها بجلطة في المخ أدت إلي أن أصبحت مشلولة تجلس علي كرسي متحرك.. لا تنطق بكلمة.. الدموع في عينيها تردد دائما حسبي الله ونعم الوكيل.. سقطت أمي لتعلن حزنها ويأسها من عودة ابنها إليها. لم تفلح كلماتي أنا وشقيقتي وأبي في التسرية عنها.
عاش أبي تحت أقدام أمي ـ برغم كبر سنه ـ يخدمها بعينيه, وأنا قدر استطاعتي, وكذلك شقيقتي مع انشغالها بزوجها وأبنائها.
تستضيفها شقيقتي في بيتها أياما حتي يضيق زوجها بها, فتعود إلي المنزل, وبعد الحاح لرفع معنوياتها يأخذها شقيقي, فتعاملها زوجته أسوأ معاملة, تخرج كل صباح ولا تعود إلا مساء, حتي الطعام يحضره شقيقي من المطاعم.
كان هذا في رمضان الماضي, افتعلت مشاجرة عنيفة مع شقيقي وتركت أمي تغادر الشقة علي كرسي متحرك وقت آذان المغرب, حتي تستقبل شقيقتها الحامل لتعيش معها فترة سفر زوجها خارج البلاد.
سيدي.. لا أريد أن أحكي تفاصيل محزنة كثيرة, فالحمد لله أمي تعيش معي ومع أبي, لا أدخر جهدا في خدمتها, وقد أكرمني الله كثيرا بسبب حسن معاملتي لها فتدرجت في وظيفتي إلي أعلي وزاد راتبي.. لم أضعف يوما أمام عريس مناسب يطرق بابي, أرفض لأني لا يمكن ترك أمي وحيدة.
أخي رزقه الله بولدين أخشي عليه من أن يتذوق من نفس الكأس الذي أذاقه لأمي. وكلي ثقة في عدل الله أن زوجته ستحصد شوك ما غرسته. كل أملي الآن أن تعيش أمي ما تبقي لها من عمر في راحة نفسية, وأن يهدي الله شقيقي فيعود إلي رشده, ويأتي ليقبل يديها وقدميها, بدلا من أن يأتي يوم تقتله فيه الحسرة والندم, ولا يستطيع التوبة أو طلب العفو من ست الحبايب أمي!
| |
| | | درش المراقب العام
عدد الرسائل : 1166 العمر : 48 كليتك : كلية التجارة الخارجية السٌّمعَة : 2 نقاط : 9891 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الجمعة أبريل 17, 2009 11:03 pm | |
| يا فرى........
إحنا عايشين فى الدنيا دى و ربنا ساترها معانا و بيكرمنا بس علشان دعوات أمهاتنا لينا
صدقونى يا جماعة أنا واحد من الناس مقتنع إن ربنا بيوقف معايا دايماً فى كل حاجة فى حياتى
علشان بس خاطر دعا أمى ليا و أكيد طبعاً دى نعمة كبيرة و أنا أشكر ربنا عليها............
فصاحبنا اللى فى القصة ده ربنا معاه بقى و يعفى عنه من اللى هو فيه علشان هو كده ماشى فى
سكة الهلاك و هيخسر كل حاجة فى الدنيا و الأخره........ربنا يهديه و يهدينا جميعاً و يبارك لنا
فى أمهاتنا جميعاً . | |
| | | Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الجمعة أبريل 17, 2009 11:57 pm | |
|
أيوة ياماما ياحبيبتي ... ماأنتي شكلتي ملامحي من زمان...لما كان العمر بذرة ... آه يابحر من الحنان ... كنت حاسس بين ايديكي أني أجمل حاجة في حياتك... كنت بشعر بالأمان تحدفيني هبه فوق ألقى قلبك نصه لهفه ونصه شوق... أندفن جوه في حضنك وأنتي مستنيه أضحك وأبتسم لجل كل طريق في عمرك يترسم ... كنت أشوفني فنني عينك ألقى نفسي بقيت كبير... لولا دعاكي ياأمي كنت أروح فين وآجي منين... الدنيا كلها بتبقى نور لخاطر دعوتك ياأمي ... جميلة أوي الدنيا معاكي... وصعبة أوي الحياة من غيرك... ربنا يقدرني وأوفيكي حقك ياغالية... لو كل الناس تقدر حقك ... وتعرف قد ايه دعوتك ونظرة عينيكي غالية ... مكنش حد قصر في حقك ياست الكل...
ربنا يهدينا جميعاً...
شكراً درش على المرور الكريم...
عدل سابقا من قبل Free Bird في الخميس مايو 14, 2009 12:38 am عدل 1 مرات | |
| | | Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الجمعة أبريل 24, 2009 9:16 pm | |
|
كل هذه القسوة..!!!
مات عمي يا سيدي شقيق أبي وتوءم روحه وديعا عاش هادئا مات. كان طيبا, مسالما, حنونا, معطاء, لم يعرف الكره, ولا الحقد, ولا الصراع, ولا الانتقام, حزينة أنا حتي الموت, يفت الغم والكمد في روحي, ويحز في نفسي حزا, ليس لموته فحسب, فالموت حق, وكل نفس ذائقة الموت, بل لأنه مات مقهورا وحزينا, معذبة نفسه من أقرب الناس إليه نعم يا سيدي جحدته زوجته لا سامحها الله, وجحدته بناته الثلاث, ولم يكن له من قلب دافيء إلا ابنه الوحيد, وبنت أخيه( لست أنا) التي استضافته في بيتها, وشملته بحبها ورعايتها إحدي وعشرين ليلة حين زعمت ابنته الكبري أنه لا مكان لأبيها في بيتها الجميل الذي يقع في إحدي ضواحي القاهرة الفاخرة, علي الرغم من أن لديها من الأبناء اثنين فقط, أحدهما دكتور والأخري جامعية, ولا أعتب كثيرا علي زوجها بالرغم من سلبيته في تقويم اعوجاج زوجته تلك ابنته الكبري أول أمله في الحياة, فرحته الغامرة حين جاءت إلي الدنيا, ولا أنسي حين عاد من عندها وقد استضافته أربع ليال تحت إلحاح شديد من أخيها, كم كانت سعادته النفسية, وقد وهم بأنه قد يجد مكانا له دائما في قلبها وفي بيتها, لا أنسي كم كانت صدمته عندما علم بأنها تعلن دون حياء أسفها لعدم وجود مكان له في بيتها!! يا الله إن الضيق ليس في البيوت وإنما في النفوس. أما الثانية فهي أيضا سيدة رائعة تقيم في الخليج مع زوجها وأبنائها, تتقي الله وتحاول أن ترعي حدوده في كل شيء إلا أن تفتح بيتها الأنيق الشاغر في مدينتنا الساحلية الجميلة التي كان يعيش فيها عمي طوال حياته, نعم رفضت بثبات عجيب أن يقيم أبوها في شقتها الخالية, وقالت: بيتي ليس مشاعا, ولم يكن عمي مصدقا لما قالته في باديء الأمر, ولم نكن نحن أيضا إلا مذهولين!! ومن عجب أن زوجها أيضا تعامل مع الموقف بسلبية عجيبة علي الرغم من حسن خلقه وورعه وتقواه, وقد تركاه في أحد الأيام منتظرا لهما في الشارع وأخذا طريقهما إلي القاهرة للترفيه وقضاء عشرة أيام عند الأخت الكبري التي لا مكان لأبيها في بيتها!! أما الابنة الثالثة فهي شابة واعدة, مثقفة, تعمل بإحدي كليات الصفوة, رباها عمي الحنون علي كثير من التدليل والحب والتفاني, فلم يكن يقوي علي أن يرد لها طلبا حتي ولو اضطر أحيانا إلي الاستدانة ليلبي حاجاتها, وكان يقول للجميع: دعوها وشأنها فهي ابنه الشيخوخة, هل تصدق يا سيدي, وهل تصدقون أيها القراء الأعزاء أنها لم تسأل عن والدها قرابة شهر ونصف الشهر إلا مرتين أو ثلاث, وبعد إلحاح منا ومن أخيها, وكانت أحيانا تتطاول علينا بالكلمات بدعوي أنه لا شأن لنا, وأننا أناس متطفلون. ضاع أمل عمي في بناته, واندحرت أمانيه, ورحل هناؤه, ولم يسانده سوي ابنه البار الذي حار واحتار فيما يمكن أن يقدمه لأبيه, وقد كانت ألسنة أخواته حدادا عليه تتهمه بالتقصير, وكن يبرئن أنفسهن بدعوي أن الوالدين هما مسئولية الابن دون الابنه! وتضافرنا جميعا علي رأي واحد, ولم تخرج واحدة منهن تنهر الأخري وتردها إلي صواب الحق وتقوي الله, وكن بحق بنات الملك لير يا الله كيف قدت قلوبهن من حجر!! وقد تسألني بالطبع عن زوجته ودورها إنها يا سيدي ممن قال فيهن رسول الله: يكفرن العشير ويقلن: ما رأيت منك خيرا قط عاشت معه رحلة طويلة مليئة بالكدر والمشاحنات التي كانت تصطنعها, وكلما مرت السنون ازدادت شراسة وقسوة وبذاءة, وازداد هو سكوتا وضعفا واستسلاما... تقول: ما أحببته قط, ونقول لها: ولماذا لم تطلبي الطلاق في حينه؟ وهل يحق لك أن تقهريه في شيخوخته, وأن تهيني إنسانيته, وأن تسمعيه في كل لحظة ما لا يطيق بشر أن يسمعه, ثم تدفعينه دفعا إلي ترك البيت, بل بكل أسف طرده من بيته, وعدم الاستجابة لكل رجاءاتنا وتوسلاتنا, وتهديدنا لك بالويل والعذاب من الله عز وجل. عاش عمي يا سيدي أياما طويلة حزينا يقلب كفيه, يعاني من شعور بالذل, والعجز والقهر والحزن, يسأل نفسه كل لحظة ولا يدري ماذا قدم من سوء لبناته وزوجته ليلقي منهن كل هذا الجحود والنكران؟ يتحدث إلي نفسه بصوت مسموع معاتبا الكبري تارة, متلهفا وقلقا علي الوسطي ثانية, سائلا ومتشوقا إلي الصغري تارة ثالثة كان هذا عمي يا سيدي يحترق في صمت كان مثل الطفل إذا تأخر عنه ابنه البار ساعة أو اثنتين, يجول في غرفته في دار المسنين, حائر العينين, فإذا ما التقاه عادت إليه روحه, وقال له: يا ابني أنت الأمان لي. كم تعذب ابن عمي هذا لا يدري ماذا يصنع مع أبيه؟ أيتركه في شقة وحده وهو أعزب لم يتزوج بعد؟ ويقضي وقتا طويلا في عمله بعيدا, أم يدعه مع أناس طيبين مخلصين في إحدي هذه الدور التي تحاول أن تضمد جراحات السنين وقسوة الابناء علي آبائهم وأني لها! ولم يكن عنده إلا هذا الخيار. لم يحتمل عمي غربته النفسية طويلا, فتك به القهر والجحود والألم, ولم تكن إلا بضعة أيام وقد راح في غيبوبة عميقة أراحه الله بعدها من كل عذاباته ودموعه ونزيف قلبه... ودعاه إلي جواره, فلبي هادئا مسالما ومسرعا.. ووري عمي الثري ــ يرحمه الله ــ آه يا عمي الحبيب كيف أقتص لك ممن ذبحوك وعجلوا بموتك قهرا وكمدا وتعاسة وحيرة؟.... حسبي الله ونعم الوكيل سنذكرك يا عمي دائما وندعوك وندعو لك في أماسي الشوق والحنين, ولتقرأ لك كل القلوب الرحيمة العامرة الفاتحة داعية الله ان يتغمدك برحمته الواسعة.
| |
| | | درش المراقب العام
عدد الرسائل : 1166 العمر : 48 كليتك : كلية التجارة الخارجية السٌّمعَة : 2 نقاط : 9891 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الجمعة أبريل 24, 2009 11:08 pm | |
| فرى................
من عمل يوعمل و لو بعد حين.............. ربنا سبحانه و تعالى يمهل و لا يهمل.......و أكيد كل بنت من بناته دووووووول هيتعمل فيهم كده من ولادهم بردو................ده فى الدنيا..... أما فى الأخرة بقى.....................فعقاب ربنا هيكون شديد اللهم إرحم أمواتنا و أموات كل المسلمين اللهم آمين | |
| | | Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الثلاثاء أبريل 28, 2009 8:54 pm | |
| * سيدتي.... أصابتني رسالتك بالغم والنكد, واستفزت كل المشاعر الغاضبة في نفسي تجاه بنات عمك الثلاث, فهن تمردن علي ما ألفناه من أن البنت تكون أكثر عطفا وحنانا علي الأب من الولد, فما الذي دفع هؤلاء البنات إلي هذا العقوق, وتلك القسوة غير المبررة, لا أعرف كيف يمكنهن النوم أو مواصلة حياتهن بأمان بعدما فعلنه بوالدهن, ألم يتذكرن قول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم: كل الذنوب يؤخر الله تعالي ما شاء منها إلي يوم القيامة إلا عقوق الوالدين.
ألم يحفظن وهن صغارا ما جاء في الكتاب الحكيم في سورة الإسراء: وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا, إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما, واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.
الله سبحانه وتعالي نهانا علي أن نقول لهما أف, مجرد حركة بالشفاه, فماذا فعلت البنات المتعلمات بأبيهن, هل رحمته في شيخوخته, كما كان رفيقا حنونا بهن في صغرهن.. كيف يغمض لهن جفن, وكيف يأمن علي أنفسهن من أطفالهن عندما يكبرن؟ دائما ما أتذكر حكاية الابن الذي كان يضع الطعام لوالده المسن في طبق من خشب بعيدا عن المائدة التي تجمعه بأسرته, ولاحظ هذا الرجل أن طفله ينتظر حتي يفرغ جده من الطعام, فيسارع بغسل الطبق والملعقة, وعندما تكرر هذا الموقف, سأله والده لماذا يفعل ذلك, فأجابه بأنه يحافظ علي تلك الأشياء حتي يضع فيها الطعام لوالده عندما يكبر.
حكاية قديمة نتداولها ثم ننساها بدون أن نتوقف أمامها يؤرقني التفكير, أب صالح حنون, لماذا تتحول بناته إلي تلك الصورة الكريهة؟ هل بسبب الأم وسلوكها السيئ, غرست في قلوبهن القسوة والجحود؟... وإذا كانت تلك الحقيقة, فلماذا لم تصل هذه القسوة إلي قلب الإبن؟!
سيدتي... أقدر حزنك النبيل علي عمك, وأشاركك الغضب من بناته, ولكن لا أخفيك أني مشفق عليهن من غضب الله وانتقامه لأنهن أتين واحدة من الكبائر التي حذر منها النبي محمد صلي الله عليه وسلم: ألا أدلكم علي أكبر الكبائر؟. قالوا: بلي يا رسول الله قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين لذا فاني أدعو الله القادر علي كل شيء أن يوقظ قلوب أولئك البنات وأمهن, فيعدن إلي الله, طالبات عفوه ومغفرته, متصدقات علي روح والدهن, لعل الله يغفر لهن ويتوب عنهن.
وليتها تكون فرصة لتنبيه كل ابن غافل أو ظالم لأمه وأبيه, فيعود إلي رشده, ملتمسا رضائهما, فدعواتهما مستجابة, فلينهل من دعائهما بالخير والسعادة والستر ما استطاع, فلا طعم ولا أمان في تلك الحياة بعد رحيل الوالدين التي يكرمنا الله كثيرا لأجلهما وإلي لقاء بإذن الله.
يكتبه ـ خيري رمضان
| |
| | | Free Bird عضو فعال
عدد الرسائل : 420 العمر : 36 الموقع : المزاج : كليتك : هل تحب منتدانا : نعم السٌّمعَة : 1 نقاط : 6096 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الخميس أبريل 30, 2009 9:53 pm | |
| أشجار العطاء
أنا شاب في بداية الثلاثينيات من عمري نشأت في أسرة متوسطة مكونة من أب موظف وأم تعمل مدرسة وأربعة من الأولاد. الأب حازم وحنون في نفس الوقت.. والأم نهر من الحب والعطف والتنظيم في البيت.
وبما أن ذكري رحيل أمي رحمة الله عليها تأتي هذه الأيام ففكرت أن أكتب عنها بضعة سطور وأن أسألك وأسأل القراء الاعزاء ان كنت وفيت حقها في حياتها وبعد موتها كذلك وايضا لانبه اصحاب قصة الغفلة لشيء مهم جدا جدا وهو أن اصعب احساس في هذه الدنيا هو احساس الذنب والندم وأن الوقت مازال باقيا للتكفير عن غلطتهم وتقصيرهم تجاه أمهم الحبيبة.
اختصر قصة أمي لأصل للمحطة الأخيرة حيث توفيت عن عمر يناهز الـ52 عاما بعد صراع لم يدم طويلا مع المرض اللعين حين انقض عليها سريعا كما ينقض الذئب الجائع علي الحمل البرئ. فبعد أن اكتشفنا تدهور حالتها بعد قضائها بضعة أسابيع في أحد المستشفيات حيث العلاج الكيميائي رجعت أمي للبيت حين بدا لنا تحسن حالتها بدرجة واحد في المائة لكن سرعان ما تدهورت الحالة بعد يومين من عودتها للبيت واتذكر جيدا حين بدأت تفقد تدريجيا الحس في الاطراف فاتصل أخي الكبير بالدكتور ليسأله عن هذه الاعراض فقال له إن هذا طبيعي ومتوقع ولما علمت من أخي بهذا ظللت أبكي لأني عرفت أنها بداية النهاية.
كنت في هذه الاثناء قد بدأت أول عمل لي حيث كان تخرجي في كلية الهندسة هذا العام فذهبت للعمل في اليوم التالي وأول شيء فعلته أني دخلت للمدير وقلت له إني اعتذر عن هذه الوظيفة حيث ان ظروفا قهرية تستدعي بقائي في البيت لمدة لا يعرفها إلا الله وان كان لي نصيب في هذه الوظيفة بعد أن يقضي الله أمرا كان مفعولا فستنتظرني وآن كان غير ذلك فلا يهم فالظرف الآخر أهم وأهم.
وقررت أن أجلس بجانب أمي في آخر أيامها التي امتدت لنحو اسبوعين وأفعل كل ما بوسعي لاريحها قدر المستطاع وكذلك فعل أخي الأكبر.
وكان ابي يرجع من عمله مسرعا لينضم إلينا, والاخوان الاخران مازالا يدرسان فكانا يفعلان قدر استطاعتيهما.
لن أنسي هذين الاسبوعين أبدا لانهما كانا كسنتين أو أكثر.. تعلمت قليلا من التمريض وكيفية التعامل في مواقف حرجة للغاية.
كنا في هذه الأيام نخدم أمي ونأتي لها بالطعام والشراب والدواء كنا نعاملها كطفلتنا حين كنت أنام بجانبها وأتذكر معها الأيام الجميلة واظل اكذب عليها وأقول لها إنها ستعود وستفعل أكثر مما فعلنا وكنت أغني لها التواشيح الدينية التي كنا نغنيها معا في الماضي كنت كذلك اقوم بتنظيف وتسليك اسنانها بعد الأكل حين بدأت تفقد احساسها باليدين كليا.. كنا نساعدها في قضاء حاجتها في مكانها عن طريق الكافولات لكبار السن وكنت كل مرة أخرج من غرفتها لابكي وأقول لنفسي: في طفولتنا نحن الاربعة كانت أمي تغير لنا الكافولة وهي سعيدة وراضية وتنتظر لنا المستقبل الباهر.. ونحن في كبرها ومرضها نغير لها الكافولة وننتظر لها قضاء الله سبحانه وتعالي.
كنا نموت في اليوم مائة مرة حين كنا نسمع أنينها وتألمها ولا نملك لها سوي الدعاء والمواساة.. رأيت أبي يبكي في هذه الأيام وكذلك الإخوة والخالات والجدة.
كنت في هذه الأيام كثيرا ما أسترجع شريط حياتي مع أمي واتذكر كل كبيرة وصغيرة وكثيرا جدا ما كنت أبكي من الندم لأني لم أفعل المزيد لارضائها وشكرها وتقبيلها.. كنت اقبلها كثيرا في هذه الأيام واطيل النظر في وجهها وأظل ادعو الله أن يمد في عمرها ولو سنة واحدة أو شهرا واحدا لارد لها قطرة من بحر الجمايل التي اغرقتني بها طيلة حياتها التي افنتها في سبيلي وسبيل كل من حولها.
وكان الدعاء الدائم في هذه الأيام هو: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسالك اللطف فيه.
ولما بدا الأجل قريبا بدأ أبي في التجهيزات فبعثني لأسأل عن إجراءات استخراج تصريح الدفن, وبعث اخي الاصغر ليسأل عن سيدات للتغسيل والتكفين, وسأل أخي الكبير في عمله عن تأجير سيارة تكريم الإنسان, حتي إذا جاءت ساعة الصفر نكون علي أهبة الاستعداد للتحرك وتكريم أمي العزيزة بطريقة منظمة وسريعة.
وفعلا جاءت اللحظة الأخيرة للاسف وبما أننا كنا ننتظرها فكنا متماسكين وكان الله سبحانه وتعالي قد رطب قلوبنا لاستقبال هذه اللحظة.
ماتت أمي في هدوء علي سريرها بين أولادها وزوجها وأمها التي تجمدت الدموع في عينيها وفي الصباح الباكر تم تغسيلها في هدوء تام وتم استخراج التصاريح في سهولة ويسر في دقائق وجاءت سيارة تكريم الإنسان في ميعادها وخرجنا بها من المنزل في الثامنة صباحا في هدوء وسكينة بغير أي صوت أو ضجيج حتي أن الجيران لم يعلموا بوفاتها إلا بعد رجوعنا من الدفن الذي تم في القرية التي ننتمي لها في الاقاليم.
مررت بأيام عصيبة بعد وفاة أمي ولم استطع لفترة طويلة أن استرجع حياتي وتركيزي في عملي الذي رجعت إليه حتي جاءت لي أمي في حلم كنت أبكي فيه بجانبها واستيقظت هي من نومها بسبب دموع سقطت علي خدها لتقول لي بوجهها البشوش: لا لا ياحبيبي لازم تؤمن بالقضاء والقدر.
لقد حفظت سورة الملك لأقرأها كل يوم تقريبا علي روح أمي الحبيبة وبالرغم من مرور تسعة أعوام علي وفاتها فمازلت ابكي واتذكرها في مناسبات كثيرة جدا فادعو لها بالرحمة وبدخول الجنة والنعيم في الآخرة ان شاء الله. فهل أكون وفيت ولو ورقة في أشجار العطاء التي طرحتها أمي علي طيلة حياتها؟ هل أكون رددت لها الجميل أو بعضه؟
إني ادعو الله أن يبارك لنا في والدنا الحبيب الحنون وأقبل يده كثيرا وأطلب منه الدعاء والرضا.
وأكاد اقسم أن نجاحي في عملي وتفوقي فيه واستقراري النفسي والديني في حياتي وحب الناس لي سببها بركة دعاء الوالدين ورضاهما عني.
أناشد اصحاب قصة الغفلة أن يفيقوا أن يتقوا الله في أمهم الحبيبة حتي لا يندموا وقت لا ينفع الندم.
أناشد كل ابن وكل بنت أن يبذلوا كل ما في وسعهم لارضاء الوالدين ونصيحتي لهم أن يجربوا تقبيل أيادي ابيهم وأمهم حتي يحسوا بالراحة النفسية جراء رضائهم عنهم
وأقول لأمي إننا نتذكرك دائما وندعو لك دائما وننتظر أن نلتقي بك ان شاء الله في الجنة.
| |
| | | areeg مشرفة مؤسسة
عدد الرسائل : 999 العمر : 37 كليتك : خريجه اداب اعلام (اذاعة وتليفزيون) السٌّمعَة : 1 نقاط : 22182 تاريخ التسجيل : 13/10/2008
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الخميس أبريل 30, 2009 10:06 pm | |
| ياااااااااااااا لله
اقسم بالله انا ما شعرت بدموعى بجد قصة مؤثرة جدااااااا
يارب باركلنا فامهاتنا وفكل امهات المسلمين ااااااااامين يارب العالمين
ميرسى ليكى يافرى
| |
| | | درش المراقب العام
عدد الرسائل : 1166 العمر : 48 كليتك : كلية التجارة الخارجية السٌّمعَة : 2 نقاط : 9891 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: بريد الجمعة... الجمعة مايو 01, 2009 6:34 pm | |
| اللهم بارك لنا فى أمهاتنا و أبائنا اللهم بارك لنا فى أمهاتنا و أبائنا اللهم بارك لنا فى أمهاتنا و أبائنا اللهم آمين و إلى مزيد من التقدم و الإستمرار يا فرى بيرد............................. | |
| | | | بريد الجمعة... | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |